تحتفظ موريتاتيا منذ بداية المأمورية الثانية لرئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز حالة شبه متوطنة من التوتر السياسي على الجبهتين الجنوبية والشمالية الغربية وان تمايزت الحالتين زمكانيا فان كلتيهما لاتزال عائقا أمام اي تطبيع سياسي ينعكس ايجابا على الصعيدين السياسي والاقتصادي لقد ظلت المغرب ممذ سنوات تحافظ على جو مشحون من انعدام الثقة مع حكومة نواكشوط في الوقت الذي لايعيرها النظام الموريتاني اية اهتمام بل يعمل جاهدا على فرض طوق سياسي مصاحب يجعل من التفاعل مع القضية الصحراوية فرصة لتفريغ شحنة الغضب .. الجار الجنوبي بقيادة حكومة ماكي الصال الحليف الاستراتجي والتقليدي للمغرب لم يظهر أكثر من التجاهل وانتهاج سياسة التخلف والانزواء عن المساهمة في أي توجه من شأنه يمنح حكومة نواكشوط ورقة قوة محليا ودوليا؛ وبين الجهتين الصامتتين او الحارقتين اختار نواكشوط فتح جبهة اخرى لتفريغ غضبه والاحتماء بالخصم التاريخي للمغرب الدب الأفريقي المعروف بمواقفه الهادئة وعدم انحيازه تجاه المخططات الامري صهيونية .. لقد وقع النظام مع حكام العاصمة "الحروسة" او "البهجة" الجزائر اتفاقا يسمح بربط الجزائر بموريتانيا عبر طريق بري من المقرر ان يبدأ سريا مفعوله قريبا..إذن أي رد تنتظره نواكشوط من المحورين ؟