حرص الرئيس الغامبي السابق يحي جامي على ان يكون مقعد الرئيس الموريتاني منذ العهد الطائعي إلى يمينه في كل مناسبات الدولة الغامبية ولم يحظى رؤساء السنغال الذين كان البعض منهم يقاطع تلك الإحتفاليات الغامبية يحظون في حال الحضور أكثر من الجلوس على اليسار، ومن الطبيعي جدا ان يأخذ تلك المكانة في ظل العهد الجديد الرئيس السنغالي ماكي صال، لقد اختار الرئيس الغامبي توجيه رسالتين دبلوماسيتين إلى الرئيس الموريتاني كتعبير عن مكانته مستقلا في سياسته، الأولى عندما قام بخفض مستوى تمثيل استقباله من الرئيس إلى نائبه في الوقت الذي اصر هو نفسه على استقبال الرئيس السنغالي ماكي صال والثاني عندما حجز له مقعدا على اليسار بينما اختار للأخير اليمين.. كان بإمكان تلك الإجراءات ان تكون عادية جدا لو لا وجود نية سنغالية معلنة لطرد موريتانيا سياسيا من قلب النظام الغامبي ومن الحضور الدبلوماسي الكبير الذي كانت تحظى به، ولم يستطع الرئيس الغامبي الجديد - وفقا لمتابعات 28 نوفمبر- تأجيل تلك الأطماع إلى أجل مسمى بل شرع على الفور في تلبيتها وهي الرسالة التى يخشى ان لا تسقبل في نواكشوط بسعة صدر رغم حاجة البلدين والشعبين إلى المزيد من توطيد العلاقات لا إلى "توتيرها" فهل يرفض النظام الموريتاني ابتزاز الرئيس السنغالي عبر الرئيس الغامبي ويعمل بجهد مضاعف على تقوية أواصر التعاون؟؟ أم سيطلق العنان لمغامرات آخرى تقوى محور المغرب - السنغال عبر خلق توتر جديد مع غامبيا؟؟