حل الملك محمد السادس مساء الخميس بغينيا كوناكري، بعد أن غادر جمهورية زامبيا عقب زيارة رسمية، توجت بتوقيع 19 اتفاقية تعاون لتطوير العلاقات بين البلدين في عدد من المجالات متعددة.ووقّع البلدان ثماني اتفاقيات حكومية، و11 اتفاقية بين القطاع الخاص في كل من المغرب وزامبيا، وشملت مجالات التعاون الاقتصادي والعلمي والتقني والثقافي والتعليمي وقطاعات الخدمات الجوية وحماية الاستثمارات المتبادلة والتعاون في مجالات الصناعة والزراعة والتعدين، كما تم الاتفاق على فتح الأجواء بين البلدين أمام شركات الطيران، وتعاون شركة زسكو الزامبية مع الوكالة المغربية للطاقات المتجددة على تطوير مشاريع للطاقة المتجددة في زامبيا.
وكشفت مصادر إعلامية، نقلا عن مصادر دبلوماسية، عن كون الملك محمد السادس ألغى زيارته التي كانت مرتقبة إلى دولة مالي، مرجعة ذلك القرار إلى ضغط قويّ مارسه اللوبي الجزائري على الرئيس المالي، إبراهيم بوبكر كيتا.
ويؤكد الموساوي العجلاوي، الخبير في الشؤون الإفريقية، أن الحضور الجزائري في مالي يبقى قويا من خلال عدد من المؤسسات، مستشهدا في ذلك بعدد الموظفين في السفارة الجزائرية بباماكو، والذي يصل إلى 600 موظف، مقابل خمسة موظفين فقط في السفارة المغربية.
وقال العجلاوي، في تصريح لهسبريس، ان هناك ضغوطا جزائرية بورقة الحدود مع مالي، والتهديد بإغلاقها، بالرغم من أنها منطقة عسكرية، بالإضافة إلى أن بلاغات لوزارة الدفاع الجزائرية تركز على العمليات في الحدود مع ليبيا ومالي.
هل تدفع ضغوط اللوبي الجزائري إلى إلغاء أو تأجيل زيارة الملك محمد السادس على مالي؟ يجيب العجلاوي عن هذا السؤال، بالتأكيد على أنه لا يمكن الحديث عن هذا الأمر؛ بل يمكن أن يرجع هذا القرار إلى عدد من الأسباب.
وأبرز هذه الأسباب، حسب الخبير في الشؤون الإفريقية، هي الحالة الصحية للرئيس المالي إبراهيم بوبكر كيتا، والمشاكل الداخلية في الحزب الحاكم في مالي، بالإضافة إلى المشاكل الأمنية الكبيرة في البلاد، حيث لم يعد العجز الأمني مقتصرا على الشمال فقط؛ بل امتد إلى نهر النيجر وجنوب مالي.
وبالرغم من تأكيده على أن الحضور الجزائري قوي في مالي، فإن العجلاوي شدد على أنه ليس بالحجم الذي يمكن أن يدفع إلى تأجيل زيارة الملك محمد السادس إلى مالي، مشيرا إلى أن زيارة هذا البلد الأخير مرتبطة أيضا بزيارة غينيا كوناكري، التي تعيش إضرابات في المدارس والجامعات، كما أن وضعها الداخلي غير مُواتٍ، بالرغم من أن الحزب الحاكم طلب من المواطنين الخروج للاحتفاء بزيارة الملك محمد السادس.
وتابع المتحدث ذاته القول بأن التأجيل ليس لأول مرة، حيث إن الملك خلال وجوده في الغابون كان من المنتظر أن يزور غانا وزامبيا، بالنظر إلى أن هناك أولويات لهذه المحطات، وتغييرات يمكن أن يقوم بها الملك محمد السادس.
هسبريس