يعيش بلدنا منذ سنوات أزمة سياسية ظلت تستفحل باستمرار ؛ وتشعبت عنها أزمات إجتماعية و إقتصادية أدت هي الأخرى بدورها إلى تضافر أزمات فرعية تجلت في إنهيار قطاعات التعليم و الصحة و الأمن العمومي ؛ و قحط ثقافي و تدني في القيم الإجتماعية بشكل مروع . و لم تتمكن الطبقة السياسية لحد اليوم من التوصل إلى خارطة طريق تجتمع حولها لإنقاذ البلاد من مستقبل مجهول و مصير معتم ؛بل إن النظام الحاكم، شأنه شأن أي نظام تحاصره الأزمات مافتئ يتخبط في تجريبه لشتى أساليب الهروب إلى الأمام و دفن رأسه في الرمال ليحجب عن نفسه، بغربال، الأزمات التي تتضاعف يوما بعد آخر ؛ و تتشعب في أبعادها إلى درجة بات الجميع يخشى انفجار أوضاع البلاد على الفوضى . وهاهو نظام الحكم اليوم يقدم على مزيد من الهرولة نحو تشتيت المجتمع بمزيد من التشرذم و سد أي أفق لتلافي البلاد من الالتحاق بركب الدول الفاشلة في وطننا العربي بسبب العناد اللامسؤول لأنظمة الحكم فيها . ففي حين يصر النظام على عملية تعديل الدستور لشطب مجلس الشيوخ و بعض المؤسسات الدستورية و تغيير رموز وطنية ،في أجواء الفرقة الإجتماعية و التشتت السياسي، فانه بذلك يفتح البلاد على الهاوية . إننا في حزب الوطن إذ نستشعر ثقل عبء المسؤولية التي تفرضها الظروف و الوضع الذي يمر به بلدنا ،فإننا نجدد مواقفنا من محاولات تحريك هذا المشهد غير المسلي بالتأكيد على أننا :
1- لا نمانع في أي تعديل للدستور في ظروف وطنية هادئة و توافقية .
2- نرفض رفضا قاطعا أي تعديل للدستور في هذه الظروف التي تجتازها بلادنا الآن.و ندعو الشعب الموريتاني الى التصدي لهذه التعديلات.
3- نهيب بأعضاء البرلمان التحلي بروح المسؤولية الوطنية و استشعار المسؤولية التاريخية و رفض أي تعديل للدستور الآن .
4- نهيب برئيس الجمهورية بالسمو فوق المشاعر و ردات الفعل و التوقف عن تعديل الدستور حتى تخرج البلاد من مأزقها السياسي الخانق، كما نهيب به إلى إعادة تلك الوسائل و الإمكانات المالية - التي ستوجه إلى تعديلات دستورية لا تتوفر على أي مسوغ للإستعجال - إلى تمويل مشاريع مدرة للدخل ، أو حفر آبار ، أو بناء مساكن أو فتح فصول لمحو الأمية أو إطعام بطون جائعة من فقراء هذا الشعب ،أو خلق فرص عمل لشبابنا الذي تطحنه البطالة .
5- نؤكد على دعوتنا السابقة بضرورة تشكيل جبهة وطنية للحفاظ على المكتسبات الديمقراطية والحيلولة دون صوملة البلاد.
نواكشوط بتاريخ 05/03/
حزب الوطن