انتخب مؤتمر حزب الاصالة الموريتانية قيادة جديدة مساء أمس الاحد بقصر المؤتمرات في نواكشوط، تتشكل من اطر شابة، كما اعلن عن ابرز معالم خطه السياسي. وشارك المئات من منتسبي الحزب في المؤتمر الثاني. وقال الرئيس الجديد للحزب، محمد عالي ولد امبخوخة، إن هذا المؤتمر ينعقد في ظرفية خاصة تتطلب تعاطيا جديا مع القضايا المستجدة على الساحة الوطنية، والتعامل مع القضايا المطروحة وفق منطق المرحلة. مشددا على ان المؤتمر هو بداية عهد جديد وفاصل، في المسار السياسي للحزب.
وأضاف ولد امبخوخه أنهم في حزب الاصالة نمد أيدينا لكل الموريتانيين، وأن وأبُوابهم مفتوحةٌ لكل الشباب الطامح للمشاركة بتصوراته وأفكاره للخروج برؤيةٍ لحل مختلف التحديات الراهنة.
واعتبر أن نتائج الحوار والتعديلات الدستورية تشكل الحد الأقصى مما أمكن الاتفاق عليه أثناء جلسات الحوار وهي نتاج لنقاشات وأراء وتنازلات مختلف الأطراف. وكشف أن حزب الأصالة تحفظ على بعض هذه التعديلات وعبرنا عنه فى الحوار. لافتا في نفس الوقت أنه إذا وافق الشعب او ممثلوه على هذه التعديلات فسيؤيدونها دون تحفظ.
وهنأ ولد امبخوخة الرئيس محمد ولد عبد العزيز على ما وصفه بالنجاح الديبلوماسي، حيث أن موريتانيا اليوم باتت مؤثرة في المجتمع الدولي أكثر من أي وقت مضى، فخلال أقل من عقد قادت موريتانيا الاتحاد الافريقي واستضافت القمة العربية وترأست مجلس جامعتها ولعبت دور الوسيط الفاعل لحل الأزمات وتفادي الأخطار التي هددت المنطقة.
وبخصوص الوحدة الوطنية عبر ولد امبخوخة عن إيمان حزبه بكونها هي صمَام أمان هذا البلد، "وحمايتها باتت ضرورة ملحة وعاجلة، في ظل تنامي خطاب التفرقة، ودعوات التقسيم وإثارة النعرات الشرائحية والعرقية، ونلاحظ بقلق وجود جهات خارجية وداخلية تعمل على تقويض وحدة هذا الشعب الطيب، من خلال العزف على وتيرة العنصرية البغيضة" وفق تعبيره.
وثمن ما تحقق من مكتسبات في سبيل تعزيز الوحدة الوطنية، وطالب ببذل المزيد من الجهود، وتسريع وتيرتها حتى تكون على حجم التحدي المطروح.
وعبر ولد امبخوخة عن قلقه لانتشار الفقر والأمية في بعض شرائحنا الوطنية.
وأوضح أن هيبة الدولة لا تعني القمع ومصادرة الحريات، مشيرا في نفس الوقت إلى أن الحرية لا تعني الفوضى. وخلص للقول: "إن كرامة المواطن من كرامة الدولة".
وقال ولد امبخوخه إن حزب الأصالة يطالب بفتح المجال للشباب الموريتاني بكل أطيافه، للمشاركة السياسية، وإيصاله مراكز اتخاذ القرار ليشارك برؤيته وتصوره، في رسم ملامح مستقبل موريتانيا جديدة ومتصالحة مع ذاتها.
وأوضح أن الشباب "لا يتعلق بفئة عمرية معينة"، بقدر ما هو "رمز لكل فكر تقدمي وتصور حداثي يهدف إلى القطيعة مع ممارسات الماضي، وعقلية ما قبل الدولة والمواطنة".
ودعا إلى تحقيق مطالب الطبقة العمالية باعتبارها وقود ومحرك العملية التنموية، وإلى تفعيل قوانين الشغل؟
وطالب بخلق فرص عمل وبرامج تكوين عاجلة للشباب الراغب في الالتحاق بقطاع الصيد.
ونبه ولد امبخوخة الطبقة السياسية الى ضرورة التركيز على المواطن البسيط وهمومه المتمثلة بالأساس في الأمن والتنمية. واعتبر أن الدولة لا تدار بالشعارات الفضفاضة والرنانة والمزايدات، بل بالحلول الاجتماعية والاقتصادية التي تحقق الامن والرفاهية للبلد.
وحذر من المخاطر التي تهدد الشباب الموريتاني مثل التطرف وتعاطي المخدرات، ودعا للتصدي لهذا الامر بحكمة وقوة.
وطالب النخبة السياسية بالتفكير في الشباب وأن تفسح له المجال للمشاركة وتقلد المسؤولية، ودعا لعقد حوار وطني للنهوض بالشباب حتى لا يبقى شاب أو شابة في دائرة التهميش.
وقال محمد عالي ولد امبخوخه إن "التعليم هو الطريق إلى الإصلاح"، وكشف انهم في حزب الأصالة لديهم رؤية وطنية لإصلاحه، وذلك من خلال العودة إلي المدرسة الموريتانية القديمة، بمنظومتها التربوية الداخلية، ورعايتها التي تشمل أبناء الفقراء والأغنياء، وأثبتت التجربة أن خريجيها، مواطنون موريتانيون بغض النظر عن مشاربهم؛ حصَّنتهم تلك المدرسة بمضمونها التربوي. حسب قوله.
ودعا إلى ضرورة القطيعة مع الإصلاحات المرتجلة، و"التوقف عن التركيز على الكم دون الكيف، ولابد أن يكون التعليم بوابة للعمل لا جسرا للبطالة".
وختم ولد امبخوخه خطابه بالحديث عن حلم حزبه بموريتانيا آمنة ومزدهرة، وطالب أن تتلاحم جهود الجميع من أجل تحقيقه.
وحضر المؤتمر مكتب ائتلاف احزب الأغلبية وعدد من الشخصيات الوطنية