في الأفق أمل ..!! | 28 نوفمبر

في الأفق أمل ..!!

أحد, 30/04/2017 - 21:51
اسغير ولد العتيق

 إذا كانت حلول معادلات الدرجة الثانية موجبة وسالبة؛فإن نفس الحل ينطبق على على مثقفي وأطر الحراطين ؛بالتأكيد أن إحدى المجموعتين سالبة؛ترى أيهما ستقبل أنها الحل السالب للمعادلة؛طبعا لن تنال إحداهما شرف الاعتراف بالخطأ.
 إن انقسام ميثاق الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية للحراطين بعد إتمام حوله الثالث ليس بريئا ولا يمكن أن يكون بريئا؛!!!وليس مبررا ولا يمكن أن يكون مبررا؛!!إنه نتاج عمل مشترك لاستخبارات الحكومة والمنظومة الاقطاعية؛ثنائي الدولة العميقة الرافض لوجود العبودية والمتنكر لممارساتها الممتنع عن الاعتراف بأبسط وأقل الحقوق لهذه الشريحة المطحونة الفقيرة المهمشة والمنسية والتي أريد لها أن تكون كذلك.
يعمل هذا الثنائي (الدولة- الإقطاعية الرجعية)بمختلف أجنحته وأذرعه وامتداداته العسكرية والمدنية على تفكيك التنظيمات والاحزاب السياسية المهتمة والمحسوبة على هذه الشريحة؛ إنها خطوات ستدفع إذا ما استمرت إلى الكفر بالممارسة الديمقراطية العلنية واللجوء لمرحلة ماقبل الديمقراطية التعددية (التنظيمات السرية الخاصة)وهي لعمري الخطوة التي باتت تفرض نفسها ؛بل أصبح.إنشاء وتكوين حركة سياسية خاصة لأبناء العبيد" خياراستيرتيجي. 
 لقد استهدفت السلسلة المتواصلة لاجهزة استخبارات انظمة الفساد والإقصاء والتمييز شريحة الحراطين منذ فجر الاستقلال الى اليوم؛بدأ مسلسل المضايقات منذ ميلاد الحر في أواخر سبعينيات القرن الماضي؛وقد كان بطل الحلقة الأولى من مسلسل التعذيب والمضايقات والعقاب الجماعي الذي يتعرض له الحراطين ؛ العقيد محمد خونه ولد هيداله واجنحة حكمه وقبله كان الراحل المختار ولد داداه رحمه الله متجاهلا لهذه المكونة وحقها في الحياة والحرية والعيش الكريم؛ومع الإرهاصات الاولى للتعددية الحزبية في موريتانيا 1991-1992 وفي عنفوان الأحداث العرقية التي نشبت في 1987 وبلغت ذروتها 1989 ؛اشتغل النظام على تفكيك ما تبقى من الحر؛وبعد عشر (10)سنوات أقدم على حل حزب العمل من أجل التغيير الذي يشكل الحاضنة الكبرى لهذه الشريحة بعد أن تبين للإقطاعية قوة الجماهيرية المطحونة على التعبئة وقدرتها على المنازلة السياسية والانتخابية لانتزاع حقوقها عبر أصوات الناخبين؛وتبع حل الحزب في الثاني من يناير 2002 منع الترخيص للمعاهدة من أجل التغيير التي هي نسخة طبق الأصل للعمل من أجل التغيير؛ فيما رخصت الحكومة آنذاك حزب تكتل القوى الديمقراطية ؛الذي يعتبر هو الآخر نسخة أصلية لإتحاد القوى الديمقراطية "عهد جديد"؛ وهذه ممارسة عنصرية وتمييزية ضد أطر الحرطين لكنهم صبروها بمرارة وحاولوا نسيانها ؛في 2010 بدأت الاستخبارات في العمل على تفكيك التحالف الشعبي التقدمي بوصفه يمثل واجهة أساسية ومرجعية فكرية خصوصا بعد الدور الريادي في مواجهة انقلاب 2008؛نشأت منظمة انبعاث الحركة الانعتاقية بأسلوبها ألصدامي القوي ؛لكنها لم تسلم هي الأخرى ؛فكانت السكين التي ذبح بها الحر ؛والعمل من أجل التغيير والتحالف الشعبي التقدمي وحزب المستقبل هي نفس السكين التي نحرت بها "إيرا وميثاق الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية للحراطين".
 كل هذا من أجل قتل روح النضال في الشباب المتحرر والمتحمس وتثبيط همم الأجيال؛واعتراض تدفق الطموح والتطلع للتغيير من الواقع المر الأليم(واقع الغبن ؛التهميش...) .
 ومع كل هذا ما زال يحدوني أمل وان كان البعض يراه بعيدا ؛فإنني أراه قريبا وقريبا جدا؛فما بعد الانحطاط إلا النهضة والتطور؛خصوصا وأن البعض وصل لدرجة من الوعي بالحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية .. الثابتة والمشروعة لهذه الشريحة فيما بات مدركا أن هذه الحقوق ستشكل لا محالة رافعة قوية للهمم ووقودا لإشعال حماس الإرادة
ة والعزيمة على  الاستمرار والمواصلة .أما الأخطاء والكبوات ؛فلن تكون إلا محفزات وعوامل مساعدة على استمرارية النضال حتى يعم العدل والمساواة والتوزيع العادل لثروة البلد.

------------------

من صفحة الاستاذ اسغير ولد العتيق على الفيس بوك