وبعد شهر من الصيام والقيام ومختلف الطاعات، تقربا إلى الله سبحانه وتعالى وامتثالا لأوامره، هاهو شهر رمضان المبارك يؤذن بالإنصراف، وتلوح أيامه بالوداع ولياليه بالإنصراف وقلوب المؤمنين وجلة تجأر إلى الله العلي القدير أن يتقبل القربات جميعاً وأن يعتق الرقاب من النار..وأن يعيده على الجميع بالسعادة والخير
وفعلا بدأت تباشير العيد تلوح في الأفق والإستعداد له أصبح يأخذ الحيز الأكبر من مفردات الحياة اليومية وتفاصيلها بالنسبة للمواطنين وفي هذا السياق لابد من تسجيل الملاحظات التالية:
-أنه ليس من المناسب أن نعيش شهرا من الخير والرحمات ومن البركة والقربات فيه ليلة خير من ألف شهر ثم نختمه بكل سهولة بفوضى صاخبة في التبذير وإطلاق العنان لمصروفات لاقبل لنا بها ولا حول لكثير منا بها ولا طول ،ولا يقرها أحيانا شرع حنيف ولا منطق سليم .. نعم فلينفق ذو سعة من سعته ولا خلاف على ذلك ولا شية فيه ولا مشكلة . لكن من قدر عليه رزقه فلينفق مما أتاه الله.. ولا يعني الأول أن الإنفاق مفتوح لاتضبطه ضوابط ولا تحده حدود وأن الصرف يكون دون حساب فتلك زلة وانحراف عن النهج القويم..ولا يعني الثاني تقتيرا من من آتاهم الله ما يمكن أن ينفقوا به ..وذلك مصداقا للآية الكريمة
"ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط "
-كم من أسر كانت في قمة الإنسجام والتفاهم والتراحم والسعادة لايشوب علاقتها شائب من إنزعاج أو تباين حتى إذا أطل العيد واقتربت ساعاته بدأت تعصف بها الخلافات الحادة وتتناوشها النزاعات القوية لالشيء إلا لأن بعض أمهات الأسر ينظرن للأمر بطريقة غير مناسبة وغير منطقية فتكلف راعي الأسرة بما لاتتحمله قدرته وما لايسعفه به جيبه فيكون أرباب الأسر حينها بين فكي كماشة الديون والصرف غير المبرر وبين الخلافات الأسرية التي قد تؤدي إلى تفكك أسري وربما تشريد أطفال لايد لهم سوى أن العيد بعد أيام وهو موسم للفرح للسرور لاموسم للخلافات والتشرذم
- تلك مسلكيات آن لها أن تأخذ مكانها نحو المهجور وأن تطوى صفحاتها وأن نفهم أن سر العيد وسعادته تكمن في الراحة النفسية وهو ما يناقض مثل هذه المسلكيات التي دأب عليها البعض واعتبرها جزءا لايمكن أن يمر العيد دون أن يباهي بها أو يفتخر، ضاربا عرض الحائط بما تخلفه من محن ومشاكل قد لاتجد حلولا قريبة لها .
تلك ملاحظات عابرة لعل أول من عليه أن يعيرها السمع بنات حواء...عيدا سعيدا وكل عام وأنتم بخير