الإتجاه المعاكس | 28 نوفمبر

الإتجاه المعاكس

أحد, 02/07/2017 - 01:26

كثر الحديث عن قناة " الجزيرة " التي تبث من قطر ويمكن ان توصف بجدارة انها أقامت الدنيا وشغلت الناس ؛في الحقيقة الجزيرة كانت وأصبحت وهذه المعادلة البسيطة علينا أن نتقبلها يقول مراقبون 
لقد أنشئت كصرح إعلامي متميز يختلف اختلافا جذريا عن الإعلام النمطي العربي اذ حشدت لها الإمكانات الهائلة وكل الناس دافعوا عنها بمختلف تباراتهم ومشاربهم وهللت لها وأعجبت بها وتطلعوا الى قطيعة مع الاعلام الرسمي البائس المسبح باسم الحاكم 
وأعطاها العرب خيرة اعلامييهم وتفاعلوا معها... وتحلقوا حول برامجها وساهمت في زيادة الوعي العربي وانفتحت على القضايا الجامعة و دخلت صراعا مع الأنظمة العربية. ففي عقدها الأول لم تسلم من الإغلاق والتضييق في الكويت والسعودية ومصر والمغرب والبحرين والجزائر والإمارات ...الخ بسبب انفتاحها على المعارضين و اسماعها صوت المنفيين المطحونين ...
ولكن الجزيرة في لحظة مصيرية خدعت العرب مع الأسف وطعنتهم برمح غادر فتخلت عن رسالتها وساهمت في تمزيق الوطن العربي وزورت الحقيقة في الربيع العربي لصالح تيار معين ولصالح سياسة دولة معينة
هللت للدماء وكانت بوقا للقتل والكذب وتزوير الواقع واللعب على المشاعر والأحاسيس وشيطنة الخصم وجعله غولا مهولا مستغلة إمكاناتها وشهرتها فعاثت في الارض فسادا وساهمت في زيادة الهوة بين المتخاصمين وفتحت كاميراتها لكل إرهابي من القاعدة للنصرة للمتحدث باسم الجيش الصهيوني ؛ وتحدت كل القيم الانسانية النبيلة الا تتذكرون كيف احتفلت بمقتل القذافي الذي قتل بطريقة بشعة وكيف كانت شامتة في العلامة البوطي اما الاف الجنود الذين ذبحوا من الوريد الى الورريد في العراق وسورية ومصر ولبنان فحدث ولاحرج حتى العراق وهو بلفظ أنفاسه الأخيرة صرح الصحاف في لحظة احساس بالمرارة قائلا :وانا ألوم الجزيرة مرة اخرى
هل تساءلتم لماذا العراق يلوم الجزيرة ؟
إزاء هذا الوضع الكارثي هجرها خيرة اعلامبيها وفقدت الثقة في غالبية مشاهديها 
استغرب كيف تنسون آلاف المشردين والقتلى واليتامى والثكالى والارامل والدمار والخراب الذي حل بالوطن العربي و الأوصال المقطعة والانين الذي يعم ارجاء امتنا
قد يقول قائل كل هذه المآسي سببها الاستبداد والظلم والقهر والجزيرة كانت عونا للمظلومين وتنقل ما يحدث فقط 
هذا صحيح ولكن الاعلام كان سلاحا فتاكا في أحداث الرببع العربي بلامنافس والجزيرة صمتت عن امور وضخمت امورا 
عندنا سقط القذافي وكان أنصاره يذبحون في سرت وبني وليد أين كانت وأين كان مراسلها الحربي عبد العظيم محمد ؟
عندما كان التحالف الدولي وتركيا يقصفان الرقة والباب ويقتلات المدنيين أين كانت ؟
وكانت الأزمة الخليجية بمثابة رصاصة الرحمة على مهنية القناة فسلطت فوزي بشرى وفاطمة إتريكي على مناوئي سياسة قطر ليسلخوهم كما تسلخ الشاة حتى الممثل الكوميدي السعودي ناصر القصبي لم يسلم لانه انتقد سياسة قطر فوصفوه بمهرج القرية الذي ما عاد يضحك أحدا .
اليوم قناة بائسة اطبق عليها الحصار من كل مكان تنتظر نهايتها الوخيمة مع الأسف..
كان العرب يتمنوت ان تكون بي بي سي العرب او سي ان أن على الاقل تنحاز لقضايا أمتنا العادلة و لا تشعل الفتن السياسية والطائفية ولكن مع الأسف خيبت امالهم

---------------------

من صفحة الأستاذ لمهاب ولد بلال على الفيس بوك