هل يوجد من بيننا أي شخص لا يحتفظ في هاتفه بأسرار خاصة بغض النظر عن أهميتها أو خطورتها؟ وهل يوجد من بيننا من لم يقل في رسائل هاتفه ما يحرجه أمام الجميع بمن فيهم بعض مقربيه؟ فالهاتف من أخص الخصوصيات
لقد كنا جميعا نخاف على الهواتف من صغار اللصوص ، وعلى أسرارها من العابثين من الأطفال أو الأصدقاء أو المقربين، ولكن الخطر الجديد أصبح أسوأ، وهو عبارة عن النظام الذي لا يتورع عن استخدام الأجهزة الأمنية مع الأسف في نزع الهواتف من ملاكها وتسريب خصوصياتهم دون مراعاة أي قوانين أو أخلاق. بعد أن مل التنصت على المكالمات عن بعد.
من المخجل أن يصبح أي مواطن غير مطمئن على خصوصياته حال تعرضه لحادث سير مثلا أو شجار أو مشكل إداري، إذ يمكن أن يقوم الدرك الوطني _ مثلا _ بمصادرة هاتفه وقرصنته دون أي سند قانوني أو أخلاقي، ودون حاجة أمنية وانما خدمة لطرف سياسي دون آخر، وكأن الأجهزة الأمنية يراد لها أن تصبح خلايا في حزب الحاكم.
إن أسوأ ما في قضية تسريبات ولد غده هو أمران:
الأول الانشغال بها عن المعضل الذي أدى إليها وهو الصراع مع النظام حول العبث بالدستور وتغيير العلم وتبديد الثروة في ذلك من أجل نزوات الحاكم الفرد التسلطية
والثاني الانشغال بمضمون التسجيلات ونفخه بدل استنكار أسباب الحصول عليها أصلا أي قرصنة الدرك والنظام لهاتف مواطن يتمتع بحصانة برلمانية ودون أي سند قانوني او ضرورة أمنية ولو تأولا
لقد وقعنا في الشَّرَك !!
----------------
من صفحة الأستاذ محمد الأمين سيدي مولود على الفيس بوك