ﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻨﺎ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺣﺐ ,, ﻗﺪ ﻳﺘﺒﺎﻫﻰ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭﻗﺪ ﻳﻜﺘﻤﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻟﻨﻔﺴﻪ ,, ﻭﻟﻜﻦ ﺣﻴﻦ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ ﻭﺗﺘﻤﻠﻜﻨﺎ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﻧﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺴﺮﻣﺪﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻧﺴﻴﺎﻧﻪ ﻭﻻ ﺍﻟﺘﻘﺎﺿﻲ ﻋﻨﻪ ﻭﻻ ﺑﺎﻷﺣﺮﻯ ﺗﺠﺎﻫﻠﻪ ,, ﺍﻟﺤﺐ ﻋﺮﻑ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﻛﺄﻗﻮﻯ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﺗﺘﻘﻤﺺ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﺈﺫﺍ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﺳﻨﺠﺪ ﻋﻨﺪ ﺍﻹﻏﺮﻳﻖ ﺁﻟﻬﺔ ﻟﻠﺤﺐ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﻋﻰ ~ ﺇﻳﺮﻭﺱ EROS ~ ﻭﺁﻟﻬﺔ ﺍﻟﺤﺐ ﻛﺎﻧﺖ ~ ﺍﻓﺮﻭﺩﻳﺖ APHRODIT ~ ﻭﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ,, ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻥ ﺭﺑﻂ ﺍﻟﺤﺐ ﺑﺎﻵﻟﻬﺔ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺳﺒﻴﻞ ﺗﻘﺎﻡ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻄﻘﻮﺱ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺨﻮﻝ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺇﻣﺎ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺐ ﺃﻭ ﺇﺻﻼﺡ ﺣﺎﻟﺔ ﺣﺐ ﻣﺎ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺣﻤﺎﻳﺘﻬﺎ ,, ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺤﺐ ﺃﺻﺒﺢ ﻏﺎﻳﺔ ﺳﺎﻣﻴﺔ ﻳﻨﺸﺪﻫﺎ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻫﺐ ﻭﺩﺏ ,, ﻟﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﻧﺰﺍﺭ ﻗﺒﺎﻧﻲ ( ﺍﻟﺤﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺗﺨﻴﻠﻨﺎ ~~ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻧﺠﺪﻩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻻﺧﺘﺮﻋﻨﺎﻩ ) ,, ﻣﺎ ﺃﺣﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻣﺎ ﺃﺭﻭﻋﻪ ,, ﻣﺎ ﺃﻋﺬﺑﻪ ,, ﻣﺎ ﺃﺻﺪﻗﻪ ,, ﻣﺎ ﺃﺟﻮﺩﻩ ,, ﻣﺎ ﺃﺩﻗﻪ ﺣﻴﻦ ﻳﻌﻠﻢ ﻛﻞ ﻣﺤﺐ ﺃﻧﻪ ﻳﻌﻴﺶ ﻳﻮﻣﻴﺎﺗﻪ ﺩﺍﺧﻞ ﻏﻴﺎﻫﺐ ﺧﻴﺎﻟﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﺒﻨﻲ ﺃﻱ ﺻﺮﺡ ﻳﺸﺎﺀ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ , ﺇﺫ ﺃﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﻐﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺮﺡ ﺃﻭ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺑﻨﺎﺋﻪ ﺃﻭ ﺇﺣﺪﻯ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻪ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻤﺲ ﺭﻭﻧﻘﻪ ﺃﻭ ﺟﻮﻫﺮﻩ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ,, ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻥ ﺃﻱ ﻣﻦ ﻳﺪﻋﻲ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﺴﺄﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺐ ﺃﻭ ﻣﻦ ’’ ﺭﻭﺗﻴﻨﻪ ’’ ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺼﻞ ﺑﻌﺪ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ , ﻭﺍﻟﺤﺐ ﻋﻨﺪﻩ ﻟﻴﺲ ﺇﻻ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ ﻗﺘﻞ ﻭﻗﺖ ﻣﻔﻘﻮﺩ ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻄﺒﻌﻪ ﻣﺘﺸﻌﺐ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻣﻨﺤﺎﺯ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺻﺎﺩﻗﺎ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻪ ,, !!
ﺗﺤﻴﺎﺗﻲ !!
بقلم / الكاتب صحفي التراد محمد لي