اختيار الرئيس محمد ولد عبد العزيز لوزير الاقتصاد والمالية المختار ولد أجاي لإدارة حملة انواكشوط بولايته الثلاث لم يكن اعتباطيا ، فالرجل يتقن فن السياسة وخطيب مفوه ، يحمل كاريزما جاذبة وخلقا قل نظيره ، يشهد على ذلك خصومه قبل أصدقائه ، ضف إلى ذلك أنه يعمل بعقلية الشاب المنفتح ، وهو ما سيمكنه من إدارة حملة لن تكون كلاسيكية ، حيث لا شك أنه سيستخدم لغة الأرقام في التعاطي مع اللائحة الانتخابية وهو الخبير في الإحصاء ، مركزا على رفع نسبة المشاركة في استحقاق غير تنافسي ( بمعنى لا يوجد فيه مرشحون ) ، وهي المهمة التى لن تكون سهلة ، لكننا من المراهنين على تحققها في الخامس اغسطس .
يبالغ كثيرون في صعوبة المهمة المسندة للوزير المختار انطلاقا من فكرة جامدة وهي أن مدينة انواكشوط معارضة بطبعها ، وهي فكرة لا تعدو أن تكون مجرد نوع من ( البروكاندا ) ، كثيرا ما استخدمتها المعارضة في الماضي ، ونجحت إلى حد ما في تسويقها أيام حكم الأنظمة السابقة ، لكن الرئيس محمد ولد عبد العزيز أثبت زيف تلك الدعاية في الاستحقاقين الرئاسين الماضيين .
الوزير المختار حسب العارفين به ، قادر على كسب الرهان في انواكشوط ، كما نجح من قبل في اختبار إدارة الضرائب ، التى انتشلها من القاع ، واستطاع زرع عقلية دفع الضريبة كحق عام ، في دولة لم يكن أحد فيها مستعدا لدفع مستحقاته الضريبية .
امتحان الضرائب للتذكير ، أكثر صعوبة من نجاح الاستفتاء اليوم في انواكشوط ، وبنسبة إقبال كبيرة ، فالإنجازات ماثلة ولم يعد ينكرها إلا مكابر ، عكس الوضعية في 2009 حين كان مشروع البناء في بدايته ، وكان الوزير المختار أحد روافعه مكلفا بالضرائب التى لم تكن حينها نزهة .
تكليف الوزير المختار ولد أجاي بإدارة حملة انواكشوط في هذه الظرفية والهجوم المتكرر عليه من قبل مجموعة من المفلسين سياسيا هو ما دفعني إلى كتابة هذه الأسطر ، فالوزير من المؤمنين بمشروع السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز ، المدافعين عنه بشراسة وهذا ما جعله هدفا للحملات المغرضة من قبل من أعداء النجاح ، لكن هيهات فكما كسب من قبل معركة الاقتصاد في ظرف تراجعت فيه أسعار المواد الأولية سيكسب هذه المرة معركة صناديق الاقتراع في انواكشوط وسيقول الشعب كلمته الفصل في الخامس من الشهر المقبل فاتحا مرحلة جديدة عنوانها ترسيخ المؤسسات والتصالح مع الذات .
محمد المختار أحمد سالم / اعلامي