تعليقا على الفيديو الذي تم تسريبه لرئيس الجمهورية وتم تداوله بشكل واسع على مواقع التواصل الإجتماعي و ردا على بعض متشدفي الدفاع عن الخصوصيات نقول:
في علم النفس هناك ما يسمى أخلاقيات التعامل ويحتوي على قاعدتين:
1-القاعدة الأولى تقول عامل الناس بما تحب أن يعاملوك وتسمى القاعدة الذهبية..
2-القاعدة الثانية تقول لا تعامل الآخرين بما لا تحب أن يعاملوك به ويطلق عليها القاعدة الفضية.
وهذا ما يسمى مبدأ المعاملة بالمثل.
وما حدث مع رئيس الجمهورية هو بالضبط مبدأ المعاملة بالمثل، والعين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم، ومن كان بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجر.
ويقول الشاعر:
إذا كان رب البيت للدُّف ضاربا @ فلا تٙلومٙن الصبيان على الرقص..
كان ذلك بالنسبة لرئيس الجمهورية أما بالنسبة لأولئك الذين أقاموا الدنيا ولم يُقعدوها دفاعا عن رئيس الجمهورية وشتماً وسباً لكل من نشر الفيديو فينطبق عليهم المثل القائل أن الجٙمٙل يستهزئ من ظهر أخيه لأنه لا يرى ظهره..
أين كنتم يوم تمّٙ تسريب مكالمات السيناتور محمد ولد غده والمعلومة بنت الميداح وغيرهم لماذا سخرتم منها وتداولتموها على نطاق واسع، لماذا لم تنددوا بها وتستنكروها أليس لهؤلاء خصوصيات وحرمات كخصوصيات وحرمات رئيس الجمهورية أم أنكم تنتهجون سياسة الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير ونظرية حلال علينا وحرام عليكم.
أعزائي إن إستمرار النظام في تسريب خصوصيات المواطنين وتوقعه أن تحفظ خصوصياته هو ما يسمى بنظرية الثلج المقلي.
وهذا التسريب الأخير الذي وصل إلى عقر دار الرئيس ليس إلا رسالة مفادها أن ما خٙفِي أعظم وأننا الآن في بداية النهاية لنظام ولد عبد العزيز.
أما بالنسبة لمعركة القطبين فإننا نعيش هذه الأيام على وقع معركة بين قطبين، قطب أول يشمل كُلاً من محمد ولد بوعماتو و المصطفى ولد الإمام الشافعي إضافة إلى السيناتور محمد ولد غده...
وقطب آخر يتزعمه الجنرال الرئيس محمد ولد عبد العزيز..
ولكي نستطيع أن نتنبأ بالنتيجة علينا أولا أن نتعرف على الخصوم...
المصطفى ولد الإمام الشافعي الثعلب الماكر ورجل أسرار إفريقيا ومستشار زعمائها رجل أعمال وصاحب علاقات واسعة في إفريقيا والصحراء حتى أن نفوذه لم يتوقف عند زعماء القارة السمراء بل وصل إلى زعماء وقادة التنظيمات الجهادية حيث تمكن من إطلاق العديد من الرهائن الأوروبيين حتى أصبح يطلق عليه في أوروبا منقذ حياة الرهائن مما أكسبه مكانة خاصة في القارة العجوز..
رجل الأعمال والملياردير محمد ولد بوعماتو الرجل الذي لا يعرف المستحيل صاحب الإمبراطورية المالية التي شملت العديد من دول العالم كموريتانيا والمغرب وفرنسا وغيرهم، لو وزعت ثروته على الشعب الموريتاني لكفته يمتلك هو الآخر علاقات واسعة ويحظى بمكانة خاصة لدى البيت الأبيض الأمريكي حيث أستقبل الرئيس باراك أوباما ذات مرة إبنته شخصيا ولديه جواز سفر فرنسي..
محمد ولد غده السيناتور والشاب الثائر المتمرد الذي يحظى بدعم الرجُلين السابقين، وقد شقّٙ ولد غده طريقه بسرعة كبيرة وبمساعدة من الجنرال نفسه دون أن يدري حيث كانت كل الإعتقالات والتسريبات والظلم الذي تعرض له الرجل العامل الأساسي في صناعته، على الأقل سياسيا..
محمد ولد عبد العزيز الجنرال رئيس الدولة وصاحب الثروة التي لا يعلم قدرها إلا الله يلاحقه الكثير من الملفات ويتربص به الكثير من الأعداء في إنتظار رحيله عن السلطة مما أصابه بتوتر شديد جعله يتخبط ويٙرْتجل قراراته دون تفكير ، محاطٌ بثلةٍ من المتملقين لسان حالهم يقول نحن نأتي إليك بوجوه غير وجوهنا حتى ترانا ونراك، فوجوه الأقنعة تلك هي التي تنال رضاك، ولو أزيلت حواجب الزيف والنفاق عن تلك الوجوه لرأيت ما لا يٙسُر هواك.
فيا ترى لمن ستكون الغلبة..
شخصيا أرى أنها معركة محسومة النتائج..
سيدي محمد ولد عبدو ولد الإمام