الإصرار على تدريس الفرنسية المحكوم عليها بالانقراض جريمة في حق أجيالنا
الخميس, 01 مايو 2014 21:49

عبد الله الشرقاوي*قلم-ورأي

استنادا إلى دراسات  ميدانية قام بها الاتحاد الأوروبي من خلال 500 باحث تأكد أن اللغة الفرنسية ستخرج من دائرة الخمس لغات الأولى عالميا، مما يطرح سؤالا حول مصير أجيالنا بالمغرب، وبالتالي هل لا نحن نرتكب جريمة في حقهم؛ لكوننا نلقنهم لغة محكوم عليها بالانقراض، حسب عرض الأستاذ أحمد عراقي، رئيس الائتلاف الوطني لترشيد الحقل اللغوي، في لقاء نظم أخيراً بكلية الطب بالدار البيضاء.

وأضاف المحاضر أن لغة التعليم تطرح إشكالا حضاريا بالنسبة لبلادنا ويتعين الجواب عنه بشكل آني والذي ينضاف إلى فوضى الاشكال اللغوي حتى باللوحات  الإشهارية بل إن المعضلة تفرض نفسها على مستوى التواصل داخل العائلة، كما أن هناك مصيبة على المستوى السمعي البصري، حيث يبدو الأمر وكأن هناك انزلاقا ممنهجا وبطريقة مدروسة يجعلنا نرى الجريمة ولا نتحدث عن المجرم…  مضيفا:  «إن  الجواب مرعب وإننا ندمر أبناءنا باسم الطائفية دون الحديث عن افتعال قضايا ،مما  يجعلني خائفا على أولادي وأحفادي ووطني». وكان الائتلاف الوطني لترشيد الحقل اللغوي ، الذي أسس كجمعية ثقافية يوم 16 أبريل 2011، قد أصدر وثيقة 11 يناير 2014 حول القضية اللغوية للتزامن مع ذكرى 11  يناير  1944  في إشارة قوية لضرورة استكمال المغرب استقلاله الحقيقي، الذي يمر أيضا  عبر اللغة،  وذلك من خلال المساهمة في الحد من الفوضى اللغوية في جميع  الميادين، وبلورة مشروع وطني متكامل لترشيد الحقل اللغوي.

وجاء  إصدار وثيقة 11 يناير 2014 لإثارة انتباه خطورة المكون اللغوي وانعكاساته على الأفراد وانخراطهم في التنمية، وذلك بمناسبة الذكرى 70 لتوقيع وثيقة المطالبة بالاستقلال في لقاء نظمه الائتلاف بتعاون مع جامعة الحسن الثاني عين الشق الدار البيضاء تحت شعار: «البعد التنموي للغة».

ويرى الائتلاف الوطني لترشيد الحقل اللغوي أن المدرسة المغربية تعاني تذبذبا في الاختيارات يُحوِّل التعدد الإيجابي إلى متوحش وإلى عامل مشوش على تعلم اللغة نفسها، وبالتالي على مستوى الكفاية اللغوية، مشيرا إلى  أن التعدد اللغوي يمكن أن يكون عنصر إغناء مثلما يكون عنصرا سلبيا، سواء تعلق الأمر بالمجالات التواصلية أو غيرها، مما يعني وجود حاجة ماسة لترشيده وجعله أكثر عقلانية وربطه بالتنمية في مستوياتها المختلفة، وهي أهداف  لن تتحقق في غياب جملة من المبادئ من أهمها: ـ الاعتزاز بالرصيد  اللغوي المغربي  المتنوع والمتعدد والمتكامل. ـ تبني مفهوم التعددية المتماسكة، لكونه يسمح بخلق شروط التواصل الفعال والبحث عن الحلول المشتركة. ـ الدفاع عن مبدإ الانفتاح المنتج ـ وليس الاستسلام ـ على اللغات ذات المكانة العالمية في الحاضر والمستقبل.

 

* كاتب مغربي