إتخذت المديرة الحالية للتلفزة الموريتانية خيرة منت الشيخاني عشرة قرارات غيرت من خلالها معالم القناة الرسمية ,وقضت بشكل كبير علي ابرز مظاهر الفساد الذي عشعش في المؤسسة طوال ثلاثين سنة وعجز خمسة عشر مديرا تعاقبو

ا عن القضاء علي جذوره أو الاقتراب منها ,ماتسبب في هدر مليارات الأوقية من ميزانية التلفزة بعيدا عن أوجه الصرف الموجهة لها في الأصل ,وبإلقاء نظرة بسيطة من داخل هذه المؤسسة بالإمكان ملاحظة إنهيار شامل لأسس وماكينة الفساد المستشرية ماجعل التلفزة تسير بنصف الميزانية التي كانت مخصصة لها في الأصل ,وقد كان لعشرة قرارات حاسمة إتخذتها المديرة الشابة الأثر الأكبر في القضاء شبه النهائي علي مصادر وأصول نهب الأموال داخل التلفزة الموريتانية وهذه القرارات هي.

1\الغلق النهائي لأبواب عشرات الملايين المنهوبة في بند التعاون والذي تجسد في جلب كل مدير عشرات المتعاونيين من المقربين دون أي مردودية علي المؤسسة ,والبعض يقدم أسماء متعاونيين وهميين هو من يستفيد من الاموال المصروفة عليهم ,وقد كلفت هذه العملية المتكررة عند قدوم كل مدير لإستنزاف ميزانية التلفزة بشكل فوضوي ولايمكن التحكم فيه وكان لقرار المديرة وقف هذا الباب إلا عن طريق المسابقات الرسمية أكبر الأثر في إستفادة المؤسسة من الأموال المنهوبة من ورائه.

2\إقالة ابرز رموز الفساد الذين عاثو فسادا طوال ثلاثين سنة في النواحي المالية والإدارية وعايشو أكثر من عشرة مدراء كانوا يفتحون لهم الطرق والجسور لنهب أموال التلفزة تحت مبررات متعددة ما ضمن بقائهم وتعزيز مواقعهم .3\الغلق النهائي لمنح الصفقات العمومية داخل التلفزة دون ترخيص لجنة متخصصة في الموضوع تضم أطرافا متعددة الأهداف والمشارب حيث كان كل مدير يمنح لنفسه ولخاصته الحق في هذه الصفقات التي أهدرت مئات الملايين علي المؤسسة.

4\الغلق النهائي للتلاعب في مخصصات المؤسسة من البنزين من خلال تحويل المخصصات الرسمية عبر حساباتهم المالية في البنوك مسدلا الستار علي نهب ميزانية للبنزين يتم التلاعب بها بشكل اثر علي سير المؤسسة.

5\وقف نزيف الأموال في مجال المعدات الفنية للتلفزة من خلال وضع آليات جديدة تعتمد بشكل أساسي علي معايير يصعب من خلالها الفساد.

6\الوقف النهائي للرحلات الإنتاجية الوهمية وما يصاحبها من تضخيم في الصرف لاوجود له وإقتصار الموضوع علي مواضيع وبرامج محددة وبسقف مالي محدد سلفا.

7\وقف مبالغ التشجيع غير المستحقة والتي إستنزفت أموال التلفزة بصورة يومية لأشخاص بعضهم لم يدخل المؤسسة يوما.

8\وقف نزيف الأموال المخصص لإصلاح سيارات التلفزة في مؤسسات خارجية وبمبالغ مضاعفة وبشكل متكرر لاتحتاجه السيارة من خلال إستخدام مرآب داخلي للإطلاع علي الوضعية الفنية للسيارات بشكل يومي ما مكن من إقتصاد مئات الملايين المهدرة في المجال.

9\وقف  صرف ملايين الأوقية من ميزانية التلفزة علي تأجير سيارات من وكالات أسفار محددة سلفا وبشكل منتظم من خلال إقتناء المؤسسة لسيارات تابعة لها جعلتها تغلق نهائيا هذا الباب من أوجه الفساد الذي نخر التلفزة طويلا.

10\وقف باب إعارة الموظفين الخارجيين الذي كان مثل التعاون  مرعي خصب لصرف ميزانية المؤسسة في أشخاص ليس لها حاجة فيهم وغالبيتهم مجاملات وعلاقات ووساطات لمدراء التلفزة علي حساب موظفي وميزانية التلفزة.ويبقي أن تنعكس هذه الثورة التي قادتها المديرة علي الفساد في التلفزة وكلفتها غاليا من نهش في عرضها ورميها بقضايا فساد الهدف منها صرفها عن محاربة الفساد الذي نجحت فيه بشكل غير مسبوق أن ينعكس إيجابيا علي ظروف ورواتب عمال التلفزة الرسمية.

ملاحظة\المقال تمت كتابته من طرف شهود عيان من التلفزة كشهادة حق لايرغبون في ذكر أسمائهم حتي لايكون ذالك بابا لنفاق أو تملق للمديرة أو طلب لمناصب وهدفهم الرئيسي هو المكتوب وهو صرف الأموال المستفاد منها في محاربة الفساد علي رواتبهم بشكل إيجابي.

مادي يابون محمدن