تقرير يكشف عن خفايا "القوة النسائية الناعمة" بين آل ثانى وآل كلينون |
الجمعة, 03 يوليو 2015 03:42 |
تحدث التقرير الذي نشرته صحيفة (الغارديان)، الخميس، عن أن شيري بلير كانت واسطة العقد في العلاقة بين وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون والشيخة موزة.. وقال التقرير إن زوجة بلير، بعثت 19 رسالة بالبريد الإلكتروني على مدى أربعة أشهرالعام 2009 تدعو فيها وزيرة الخارجية الأميركية السابقة إلى مقابلة الشيخة موزة، التي تعتبر من السفراء المؤثرين لدولة قطر على صعيد عالمي. ونبه تقرير الصحيفة اللندنية إلى أن الكشف عن مثل هذه المراسلات يثير التساؤل عن العلاقة بين الأسر السياسية الثلاث "كلينتون وبلير وآل ثاني" !. وحسب إحدى الرسائل التي تم الإفراج عنها بعد معركة قانونية مع وزارة الخارجية الأميركية حول المراسلات الخاصة للسيدة كلينتون، فإن شيري بلير كتبت لكلينتون تقول إن "الشيخة (موسر ـ Sheika Mose ) موزة تواصلت معي وعبرت عن حرصها على إقامة علاقات مع الولايات المتحدة على أساس أكثر إيجابية وأنها كانت تأمل في الحصول على"لقاء خاص بين سيدة وسيدة" معك. وأضافت (الغارديان) أن مؤسسة كلينتون الخيرية تلقت مساعدات مالية من قطر، ولكن هيلاري كلينتون نفت أن تكون الهبات الأجنبية أثرت على عملها على رأس الخارجية الأميركية. وعلى الرغم من نفيها، فإن الوزيرة السابقة والمرشحة الرئاسية لانتخابات 2016 متهمة بخرق اتفاق مع الرئيس الأميركي باراك أوباما بالتوقف عن تلقي أي أموال من الخارج، وهي لا تزال في منصبها، حتى لا يُرى في ذلك تأثير على عملها. وقال متحدث باسم شيري بلير إن زوجة رئيس الوزراء البريطاني السابق كانت لها علاقة بالشيخة موزة على امتداد عدة أعوام لاهتمامهما المشترك بالجمعيات الخيرية التي ترعى ذوي الاحتياجات الخاصة. وتقول الغارديان كرد على كلام المتحدث باسم السيدة بلير: "لكن محتوى الرسائل الالكترونية بين المرأتين يشير إلى أن المقابلة لا تقتصر على هوايتهما المشتركة، وإنما تشمل العلاقات الأميركية القطرية، والعلاقات الأميركية البريطانية". ويشار إلى أن محاولة هيلاري كلينتون للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي للانتخابات الرئاسية دفعت إلى فرض رقابة شديدة على التبرعات التي تتلقاها مؤسة كلينتون العالمية من دول الخليج العربية. وكان الرئيس الأسبق أنشأ المؤسسة بعد مغادرته البيت الأبيض. وكانت كلينتون نفت مراراً وتكراراً أن تكون لتلك التبرعات الأجنبية أي تأثير على عملها كوزيرة للخارجية، على أن مؤسسة كلينتون كانت اتُّهمت بانتهاك اتفاق مع إدارة أوباما لوقف الاستيلاء على أموال من الخارج بينما كانت في منصبها. ويشير تقرير (الغارديان) إلى أن أنشطة عائلة بلير المالية وجمع التبرعات تعرضت لفحص دقيق منذ مغادرته مكتب 10 داوننغ ستريت، لكن العائلة تؤكد باستمرار أن نشاطها الخيري جزء من عملها الطبيعي". وقال متحدث باسم شيري بلير: "إن رسائل البريد الإلكتروني توضح، أن العلاقة بين شيري بلير والشيخة موزة بنت ناصر المسند على مدى عدد من السنوات كانت قائمة على أساس اهتمامهما المشترك في قضايا الإعاقة". وأضاف: "لقد كانت شيري راعية خيرية لعدة سنوات، وبهذه الصفة أصبحت مشاركة في مركز الشفلح القطري لذوي الاحتياجات الخاصة، كما أنها كانت الرئيس المشارك للمؤتمر السنوي للإعاقة في قطر". ويشير التقرير إلى أنه كان تم تبادل رسائل البريد الإلكترونية في وقت كانت فيه دولة قطر تسعى لتسريع خطواتها الاستثمارية بكثافة في العقارات في لندن، فضلاً عن مساعيها لجلب أحداث ونشاطات رياضة عالمية كبرى إلى الدوحة.
ويقول التقرير إن تحرك مثل هذه (القوة الناعمة) كان يتداخل مع مصالح عائلة آل ثاني الحاكمة ومستقبل الإمارة الخليجية الغنية بالغاز على النحو الذي بيّنته خطة الأمير للعام 2030. ويتابع التقرير مشيراً إلى أن مبادرة التعليم العالمية التي تقودها الشيخة موزة بنت ناصر المسند من خلال مؤسسة قطر، وهي ذراع خيرية أخرى، هي أيضا واحدة من أجزاء من تلك (البانوراما) في فتح روابط مع دول أخرى بعيدا عن القنوات الدبلوماسية الرسمية بالتركيز على المسائل الرياضية والثقافية أو الخيرية. ونبه تقرير (الغارديان) إلى أنه في العام 2009، حيث تم تبادل الرسائل كانت قطر في المراحل المبكرة من محاولتها لاستضافة نهائيات كأس العالم 2022 التي انتهت في نهاية المطاف بفوزها بتنظيم المونديال، وسط الجدل الذي لا ينتهي حول مزاعم رشوة وتواطؤ في فوز قطر. ويلمح التقرير إلى أن الرئيس الأسبق كلينتون كان واحداً من أولئك المعارضين حاله حال الوفد الأميركي لفوز دولة قطر بتنظيم (المونديال) لا بل أنه "أصيب بخيبة أمل كبيرة".
ويكشف التقرير أنه في مايو/ أيار الماضي، كشف النقاب عن أن اللجنة القطرية المنظمة لكأس العالم 2022 قدمت سلفاً تبرعات لمؤسسة كلينتون بمبالغ ما بين 250 ألف دولار إلى نصف مليون دولار. ويشير التقرير إلى أن رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالسيدة كلينتون، التي سلمت طواعية من جانب وزير الخارجية بعد تدخل من قبل قاض أميركي، تظهر أيضا عن صلات وثيقة مع عائلة بلير. وتظهر إحدى المذكرات التي تم الكشف عنها كيف ان المستشار الخاص للسيدة كلينتون، وهو سيدني بلومنتال كان يتصرف كـ(وسيط) لإقناعها كوزيرة للخارجية للمساعدة في تعزيز محاولة توني بلير ليصبح رئيسا للاتحاد الأوروبي. وفي الأخير، تظهر الرسائل الالكترونية تدخل بلومنتال وتحذيره من انهيار العلاقات بين واشنطن ولندن، ثم دعوته وزيرة الخارجية لتحسين العلاقات مع رئيس الحكومة البريطانية العمالي السابق غوردون براون، كما أنه عمل على تحذير الإدارة الأميركية من استقبال زعيم المعارضة المحافظ آنذاك (رئيس الحكومة الآن) ديفيد كاميرون. |