يتحدثون عن خاتم للوزير الأول، هو سر بقائه في المنصب، ذلك أن به طلسما وسحرا لا يملك عزيز أمامه إلا الرضوخ للرجل والسير في رغباته.
ويتحدثون عن تأثير ضاربة رمل أو قارئة فنجان أو رامية ودع تدعى فالة، وأن تأثيرها على القصر وساكنيه لا يضاهيه الا تأثير خاتم الأول ..
هذه الگزانة تملك مفاتيح التعيين والإقالة لمن تشاء ..
ويتحدثون عن أمور أخرى أكثر غرابة في الوزارات والشركات والمؤسسات ...
شخصيا لا اهتم لهذه الغرائبيات ولست معنيا بصدقها أو كذبها، لكن يهمني رمزيتها على المستويين الرسمي والشعبي..
إن إنتاج الأسطورة أو الخرافة دليل تَخَلف فكري وخواء روحي وفراغ عملي.. وهنا يمكن أن نفهم أن من يروون هذه الروايات إنما يريدون تعويض قنوط شخصي وسأم حياتي وجدوا أنفسهم عاجزين عن تعويضه أو تغييره.
عندما تتفشى البطالة ويسود الفراغ، وعندما يكثر الظلم، ويسيطر الانتقام والشطط في استخدام السلطة.. عندما تتراجع ثقة الناس في الشخصيات الروحية .. تصبح الأرضية مهيأة لانتاج الخرافة والأسطورة.
أما اذا كانت الروايات أعلاه صحيحة فهي دليل عجز روحي، وبحث عن حماية "سحرية" يحتاجها من يقومون بتلك الأفعال نظرا لكونهم يدركون أنهم تحت رحمة حاكم مزاجي ونظام لا يُؤْمِن بالكفاءة ولا الاستحقاق ..
عندما تتحول خدمة الوطن الى تشريف، وتصبح الدولة حلبة لصراع الأسماء والأسر والقبائل، يلجأ المتنافسون إلى كل الوسائل، وليست الطلاسم والجداول إلا أقلها ..
وعلى العموم تحتاج ظاهرة السحر والحظ والطلاسم المتواترة عن الحكومة والقصر إلى دراسة، خاصة انها مثار سهرية حين تصدرها الأقلام الى خارج الحظيرة ..
تصوروا بلدا اسلاميا في القرن الـ21 ما زال يعيش تحت رحمة البخور وحكايات المَسِّ..
-------------------
من صفحة الاستاذ الشيخ سيدي عبد الله على الفيس بوك