كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن "تطورات إيجابية مفاجئة غير معروفة أحيانا للرأي العام" حصلت مؤخرا في العلاقات بين إسرائيل والدول العربية.
وقال نتنياهو، خلال جلسة لدراسة كتاب الإنجيل في مكتبه، اليوم الخميس، عقدت بالتزامن مع الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية بالقاهرة: "أرحب بمناقشة أبناء إسماعيل (يقصد العرب) اليوم، هو موضوع مهم بالنسبة لنا على الرغم من أن مشاكلنا الأساسية ناجمة الآن من مكان آخر".
وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي، حسب ما نقلته صحيفة "هآرتس": "أما أبناء إسماعيل فهم أؤلئك الذين حصلت لنا تطورات إيجابية معهم لا يعرف عنها أحيانا الرأي العام، لكنها مفاجئة".
ولم يذكر نتنياهو ما هي هذه التطورات بالتحديد.
وحسب الديانتين الإسلامية واليهودية، فإن "أبناء اسماعيل" هم العرب، أي أنهم من نسل نبي الله إسماعيل.
وفي سياق متصل، تابع نتنياهو قائلا: "الأمور السلبية معروفة، لكن الأشياء الإيجابية معروفة بصورة أقل بكثير، إننا نتعامل مع ما هو سلبي (فيما يخص نسل إسماعيل)، لكننا في الوقت ذاته نبحث عما هو إيجابي".
وأكدت مصادر دبلوماسية للصحيفة العبرية أن نتنياهو كان يقصد في حديثه "تطور علاقات إسرائيل مع بعض الدول العربية"، مضيفة: "هو أمر يعتز به رئيس الوزراء الإسرائيلي".
وأضافت المصادر نفسها أن نتنياهو يقصد بـ"الإيجابية"، على ما يبدو، علاقة إسرائيل وتطورها مع دول الخليج العربي، مثل السعودية والإمارات، على الرغم من أنه لم يحدد أسماءها.
ولا تقيم إسرائيل أي علاقات دبلوماسية رسمية مع الدول العربية باستثناء مصر والأردن.
وعلى الرغم من غياب أي علاقات علنية بين السعودية وإسرائيل بسبب القضية الفلسطينية، يلاحظ بين الدولتين تقارب ملموس في الأشهر الماضية، لا سيما بسبب مواجهتهما مع إيران.
ودعا نتنياهو مرارا في وقت سابق إلى إقامة تحالف دولي في الشرق الأوسط ضد إيران يضم "بلدانا متعددة" في المنطقة، في إشارة واضحة إلى السعودية.
من جانبه، أكد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أوائل أبريل الجاري، أن المملكة وإسرائيل تواجهان عدوا مشتركا يتمثل بإيران، التي تتهمها المملكة بدعم قوات الحوثيين في اليمن بما في ذلك لتنفيذ هجمات صاروخية على الأراضي السعودية.
وفي 24 مارس الماضي بدأت شركة "Air India" تنفيذ رحلات جوية مدنية تجارية إلى إسرائيل عبر أجواء السعودية بترخيص فريد من نوعه من قبل المملكة، التي منعت قبل ذلك حركة الطيران إلى إسرائيل عبر مجالها الجوي، ووصف نتنياهو هذا التطور بالحدث التاريخي الذي حصل بفضل عمل طويل الأمد وراء الكواليس.
وجرى ذلك بالتزامن مع إجراء القادة السعوديين اجتماعات واسعة مع منظمات يهودية دينية داخل المملكة وخارجها.
وكثف الجانبان هذه الرسائل المتبادلة في ظل ولاية الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي تولى منصبه في يناير 2017 ليقوم في مايو من العام ذاته بجولته الخارجية الأولى التي بدأت بالسعودية واستمرت في إسرائيل، اللتين تعتبرهما الإدارة الحالية للولايات المتحدة حليفيها الأساسيين في الشرق الأوسط.
وعلى الرغم من ذلك لا تزال السعودية ملتزمة بموقفها من القضية الفلسطينية، قائلة إنها لن تقيم علاقات مع إسرائيل إلا بعد حلها.
وأمس الأربعاء، أوضح الأمين العام المساعد للجامعة العربية، حسام زكي، أن الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب في القاهرة جاء بناء على طلب السعودية التي تتولى رئاسة القمة العربية حاليا.
وأدانت المملكة "المجازر" التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين خلال الأشهر الماضية ونقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.
المصدر: هآرتس + وكالات