ولد اشدو يكتب: ارفعوا أيديكم عن موريتانيا.. فقد شبت عن الطوق! | 28 نوفمبر

ولد اشدو يكتب: ارفعوا أيديكم عن موريتانيا.. فقد شبت عن الطوق!

خميس, 27/12/2018 - 11:31

أفلحت وجوهكم، وتقبل سعيكم، وطابت أيامكم ولياليكم.. لكن بالله عليكم ارفعوا أيديكم عن موريتانيا.. فقد شبت عن الطوق!

ألا ترون ما ذا حدث في وطنكم عبر الحقب؟

لقد "تغيرت الأحوال وانقلب الدهر":

- ولت - غير مأسوف عليها- أزمن الثمانينات والتسعينات وصَدْرُ وظُهْرُ العشرية الأولى من الألفين إلى غير رجعة؛ وبلغ مواليد الثمانينات أشدهم، وناهز  التسعينيون الثلاثين، وبلغ أبناء الألفين سن الرشد! وتصدروا كلهم المشهد الوطني فأصبحوا هم  أصحاب الحق والكلمة العليا... خلافا لما كان عليه الحال أمس، حين كنتم  أنتم الأعلون!

- ومشارق الوطن ومغاربه أصبحت متاحة للجميع خلال يوم واحد: تمتد بينها السبل السالكة، وتغذيها أنابيب الماء وأعمدة الكهرباء، ومنصات شبكات الاتصال، ولا يربط الخَلوي قراها ومدنها بعضها ببعض فحسب؛ بل ويصلها مباشرة بالعالم أجمع عن طريق الشبكة العنكبوتية! الأمر الذي كان ضربا من الخيال قَبْلُ!

- وعمت النهضة الاقتصادية والعمرانية والاجتماعية والثقافية جميع أرجاء وطننا الذي أصبح مصانع ومزارع ومستشفيات وجامعات ومعاهد ومطارات وموانئ وطرقا.. إلخ. فلم نعد نرزح تحت وطأة التخلف والفقر والبؤس والهدر مثلما كنا بالأمس!

- وجيشنا الوطني صار مؤسسة قوية مرهوبة بعددها وعتادها، تحمي الوطن وتؤمّن الشعب وتحفظ السلم بعد أن ظلت أرضنا ردحا من الزمن مرتعا للإرهاب وعصابات الجريمة المنظمة، ونهبا لجميع العابثين

- ولدينا نظام سياسي مستقر، تأسس على عقد اجتماعي أمثل أفرزته نضالاتنا ومناظراتنا وحواراتنا المتكررة، يكرس الديمقراطية، ويضمن تداول السلطة بالوسائل السلمية، ويفتح الأبواب على مصاريعها؛ مغيرا قواعد العمل السياسي في بلادنا تغييرا جذريا: لا سجناء رأي، ولا قيود على جميع الحريات، وحالة مدنية سليمة، ولجنة انتخابية مستقلة، وحكومة من خيارنا تحترم نفسها، وتحترم شعبها، وتعرف ما تريد وما نريد.

وفي وضع جديد كل الجدة كهذا، هل من المعقول والمأمول أن تنجح الأساليب البالية، التي كانت متاحة وفعالة في وضع آخر بائد، في إعادة عجلة تاريخ أمة إلى الوراء، والنكوص بوطن حي ناهض إلى درك البؤس والتخلف والطغيان؟

كلا طبعا!

فالقوى الوطنية التي حمت روح ومبادئ حركة 3 أغسطس 2005 وفرضت التغيير والإصلاح طيلة هذه الفترة، وهزمت جميع محاولات النكوص. هذه القوى قد اتسعت رقعتها، وقويت شوكتها، وصلب عودها، وما زالت تقف لأعداء التقدم بالمرصاد، وهي قادرة اليوم أكثر من أي وقت مضى على هزيمتهم من جديد.

نعم.. لا شك أن هنالك مصالح وأطماعا يستحيل نموها والحفاظ عليها في جو وطني إصلاحي وطبيعي شفاف. ومن طبيعة أصحاب هذه المصالح عبر التاريخ الانقلاب الدائم على الدستور وعلى المجتمع، والعمل على صنع هُبَل يحميها ويدير ظهره للمستقبل مهما كلف ذلك وطنهم وشعبهم من ثمن!

ولكن هيهات!

                                                                                                                                   
الأستاذ محمدٌ ولد إشدو

 

عنوان المقال الأصلي: 

أفلحت وجوهكم أطرنا الكرام...