بعد ذاكم البوح النثري المفعم بالحماس الذي سكبتموه في تلكم السطور الواعدة التي حملت داخل ثناياها ما لا يمكن أن يتصوره أو أن يتنبأ به من كان ذو فراسة أو تمحص أو عقلانية.
لاشك أن التناغم والانسجام الذي ترجمتموه بثغر باسم متوهج وضاء طابعه السمو فوق كل الوحل مغردا فوق كل الأمراض القلبية والعقلية والوسوسة الإنسانية، وبقلب وديع مفترش على محبة حباكم الله بها كانت نتاج تربية آخذة متكئها من الوازع الديني والأخلاقي والذي هو سليل متصل قديم أزلي أيام كانت أرض هذا البلد المعطاء العربي الأصيل ديدنه المخافة من الله.
وفي كل محور من المحاور الكبرى التي طرقتم كانت أهازيج الحضور الذي ملأ الملعب والطوابير المصطفة خارجه من النساء والولدان وذو الشيب التي لم تخبأ، تارة مهللة وأحايين مكبرة، معبرة عن ذالكم الحماس وتلكم الواقعية والعقلانية التي كنتم السباق إليها.
لقد كان ذلك الحفل التاريخي وتلكم المحاور الكبرى في كل أبعادها سانحة جديدة وحدث مجلجل تهيج له المشاعر وتنداح له الخواطر ويسيل له الحبر، والتي تربع على مقدمتها ذاك الدفء الذي كان براقا وصادقا حين ما عانقتم ذاك الفتي والذي بقراءته لآيات القرآن الكريم شنف الآذان واقشعرت له الجلود ووجلت به القلوب وذرفت به العيون واطمأنت له الأنفس،
وكرستم به حرصكم الذي تبين لاحقا في خطابكم على إرساء دعائم الوحدة الوطنية، هذه الدعيمة التي هي من أولويات وكبريات التحديات التي تثقل كاهل هذا المجتمع، وان كانت منحة من الله من بها على البلد حيث بتعدد الطيف الاجتماعي تتعدد الثقافات وتنصهر داخل بوتقة واحدة تضفي عليها سماحة وتعاليم ديننا الحنيف يافطة الرحمة والإخاء والمحبة.
كما أن العهد الذي برز جليا في خطابكم ليعتبر خصلة حميدة ومن أعظم الخصال وأجلها ومن كبريات المنن التي يمن بها ربنا على عباده الصالحين الزاهدين الذين لا يريدون علوا ولا فسادا في الأرض ولا في السماء، وإنما يسعون إلى غرس الخصال الحميدة ويحذرونها في النفوس التي نصبوا دوما إلى مثل هذه الأشخاص.
ولم تكن تلك المحسنات التي أصبغتموها على من لاذ عن الحمى وأرسى دعائم الوحدة الوطنية وكرس مبدأ التناوب على السلطة والذي كان مطلبا من المطالب الهامة التي تهفو إليها القلوب في هذا البلد، وهو كذلك مبدأ لا غنى عنه في ترسيخ الديمقراطية، ووجدت فيه الفئات الضعيفة والهشة مكانتها السيد محمد ولد عبد العزيز، رئيس الجمهورية.
كما عبر صديق دربكم في السلاح النائب الشيخ ولد بايه، رئيس الجمعية الوطنية في خطابه المتوج لإنهاء الدورة العادية للبرلمان بأن قال في حقكم مقولته المشهورة وهي أنكم " إذا قلتم فعلتم".
وفي الأخير، هنيئا للشعب الموريتاني جمعا، ولمحبي لغة الضاد أنهم أبحر إليهم بمن بلغته المثلجة للصدور الآسرة للنفوس الوضاءة بسماكتها وانسيابيتها وبحصافتها المتينة المستكينة.
كما أحيي جيشنا العظيم الذي استودع هذا الشهم والبطل المغوار الذي سكن القلوب وعشش فيها بشهده المنطقي وبتعاليه عن نهش العروض والتماس العذر لمن سبقوه، وبالواقعية المتجردة من العواطف المثقلة بالإحساس وتقبل الآخر.
ولا يسعني وأنا أسطر هذه السطور إلا أن أقول لكم وبكل أريحية وشموخ أنكم شخصية مقنعة والنصر حليفكم إن شاء الله.
بقلم: مولاي عبد الله ولد بتار
الحاصل على شهادة الماستر 2
متعاون بالوكالة الموريتانية للأنباء