من المعروف للمهتمين بالشأن السياسي أن انسحاب شخص أو عدة أشخاص من حزب ما ليس دليلاً على أن هذا الحزب ينهار أو يتفكك بل العكس يؤكد أن أغلبية هذا الحزب متماسكة و أن لا خيار أمام الأقلية المتمردة إلا قبول رأي الأغلبية أو الانسحاب خارج هيئات الحزب . و من المعروف أيضاً - و هو ما تؤكده تجارب عديدة سابقة - أن أي أقلية منسحبة يمكن أن تكون قد أصبحت لا تجد نفسها في الحزب و هذا يحدث كثيرا و يمكن أن تكون قد عقدت صفقة مع النظام الحاكم و هذا يحدث أكثر و يتكرر باستمرار في كل ديمقراطيات العسكر العرجاء من العقيد معاوية إلى الجنرال عزيز . بالنسبة للنائب المحترم يعقوب ولد أمين ستكون الأيام القادمة كفيلة لكشف الأسباب الحقيقية وراء خروجه من التكتل و أي الطريقين أختار أن يسلك ? طريق الطموح السياسي المشروع أم طريق الانبطاح السياسي المهين ? أعتقد أن النائب السابق يعقوب ولد أمين لو اختار طريق الطموح السياسي - و هو طريق اختاره سابقا الرئيس محمد جميل منصور أحد مؤسسي التكتل - و امتلك بعض صبر رئيسه السابق أحمد ولد داداه لأصبح من المعارضين البارزين في البلد خلال السنوات القادمة و من السياسيين المرشحين بقوة لقيادة البلد بعد سقوط حكم العسكر . و في حالة اختار طريق الانبطاح السياسي - طريق لا يمكن إحصاء من سلكوه من التكتليين السابقين - لن يكون حزبه أفضل بأي شكل من الأشكال من حزب بطل حملة 6/6 كان حاميدو بابا . حزب بلا مكانة في الموالاة و بلا مكانة في المعارضة . و في حالة حالفه الحظ و حصل على رضا الجنرال لن يحقق النائب يعقوب ولد أمين أكثر من ما حققه أول أمين عام لحزب التكتل الخليل ولد الطيب ( نائب في الجمعية الوطنية ) أو ما حققه رفيقه السابق النائب محمد الامين ولد الشيخ ( الناطق الرسمي باسم الحكومة الحالية ) .
أتمنى أن يختار النائب السابق المحترم يعقوب ولد أمين الدرب الذي يخدم الأمة الموريتانية و أن يسير في هذا الدرب حتى النهاية . نهاية حكم العسكر و الفساد الذي كان النائب يعقوب شاهدا عليه أيام كان على رأس الكتلة البرلمانية الرافضة لهذا الفساد .