تُعَلِّمُكَ الأيامُ قيمةَ الأوقية و الأوقية مسكينةٌ لا قيمةَ لها نعوذُ بالله، كما تُعلِّمُكَ أيضاً أنَّ الشجعانَ يتزوجون حبيباتِهم أما الجُبناءُ فتُزَوِّجُهم أُمَّهاتُهُم حسبَ أذواقِ أخواتِهم، الحياةُ مليئةٌ بالمطبَّات و العراقيل و ذلك أحدُ أسبابِ روعتِها، لا غضاضةَ في القولِ أنَّ عيونها أروعُ من قصائدِ نزار مع كأسٍ من الشايِ المُنَعنَعِ في صباحاتِ الشتاء المدعومةِ بالإفلاسِ و الأحلام الكسيحة، كما لا أشعرُ بالخجلِ و أنا أقول؛ لقد هرمنا من أجلِ هذه اللحظةِ التاريخية في عصر الصابون و الطباشير، صدِّقوني يا قوم؛ إنها فاتنةٌ و ربُّ الكعبة!
حينَ وضعتني أُمي قبلَ أزيَد من عقدينِ و نصف في وادٍ يرتمي فوق ظهرِ آدرار تَنبأتْ خالتي أنْ سيكون لي شأنٌ عظيم في المُستقبل!! تلكَ الخالة ما تزالُ عانساً لحسنِ حظها، و الشأنُ العظيم الذي تنبأتْ لي به أظنه "فُقاعة فيسبوكية" و حسبيَ الله و نعم الوكيل، أنْ تعيشَ في موريتانيا بسلام يتوجبُ عليكَ أنْ تكونَ خَروفاً أو لصاً، و أنا أدعوكم للإنضمام إلي شريحة اللصوص، بإذن الله سيغفرُ لكم لأنكم عشتم الحياة الدنيا في موريتانيا تحتَ "الحكمِ الرَّشيد" و بجوارِ مليون شاعر و مثقف، الخرافُ لا نصيب لهم من الطيباتِ إذا أهملنا عوامل الإحتكاك مع الرياح.
إنَّ منسوبَ حُبِّي للوطن تحت تهديد "آدواخْ" أعتقدُ أنَّ "منيجة" هي الحلُّ، لا صوتَ يعلو فوق صوتِ المال، إذا أردتَ أنْ تجدَ برهاناً لتلكَ الُمسَلَّمة ففكرْ في الزواج من مليحةٍ في أرضِ الناموس و القبيحات، لقد "تَسَفْسَفْنا" و العياذُ بالله، و لا يسألْ أحدكم عن مرادفٍ لفعلِ "تَسَفْسَفَ" فأنا لا أعلمُ بشأنه و لكنه ملائمٌ لوصف الواقع المُنتَشي بالهزائم و التخطيط الذي لا يُفضي سوى للتخطيط، و لا أستبعدُ أنْ يتم إعتقالي قريباً متلبِّساً بجناية التخطيط للمستقبل.