بعد عودة الدكتور سعد ولد لويد من أمريكا، ونشره لعدة مقالات وإجرائه لمقابلة مع موقع محلي، تساءل كثيرون حول مستقبله مع حركة إيرا، حيث ظهر السعد بلهجة مغايرة، لتلك التي كان ينتهجها في بداياته مع الحركة، وانتقل إلي أخرى، اشتم البعض فيها رائحة التقرب من النظام، إذ كتب الرجل عن الحوار وعن الأيام التشاورية، وعن الإرث الإنساني، ما جعله يحيد عن الطريق الذي تنتهجه الحركة، في ظل هذه الشكوك، والتسؤلات حول الرجل الذي كانت تحول حول الشكوك دائما، منذ مقدمه لللحركة وحتى الآن، حاولت أن أعرف كهن الموضوع، أسباب تغير الرجل، موقعه في إيرا، ومستقبله معها... التقيت يوم الجمعة الماضي، في السجن المدني، بالرئيس بيرام ولد الداه ولد اعبيدي ونائبه ابراهيم ولد بلال، وقد قمت بفتح الموضوع مع الرئيس، لأسمع منه، أكد لي بأن القضية ليست شخصية بينه وبين المتحدث باسم الحركة السابق السعد ولد لوليد، وإن كانت كذلك فإن السعد لم يخبره بأي شيئ، ولم يلاحظ أي تغيير في معاملاته معه، بيد أنه قال:
إن السعد قام بعدة خطوات لاتناسب الحركة، ولم يشاورهم فيها، وهذا ما لا ينبغي. علمت لاحقا من مصدر موثوق بأن السعد قال بأن لديه خلافات شخصية، مع الرئيس، وأكد المصدر بأنه لا يعرف أسباب تلك الخلافات ولا عن تداعياتها، إلا أن تداعياتها حلت سريعا، فقد تم عزل السعد من منصبه الذي كان يشغل، وعين مكانه متحدث باسم الحركة، ونائب له، ليخرج السعد بمقال يتمحور حول غدر الرفيق، وعن الأسرار التي أكد بانه يمتلك أدلة عليها، لكنه أخلاق الحرب تمنعه من الهجوم على أحد في السجن، مقال جعل بعض الأفراد في الحركة يشنون حربا طاحنة على الدكتور، ويقزمونه، في ظل دفاع البعض الآخر عنه، وهو أمر سيكون له ما بعده داخل أروقة الحركة، الأكثر استهدافا في موريتانيا. في ظل هذه الأحداث المتلاحقة، يجب توضيح التالي للجميع، وخصوصا الرفاق في الحركة:
1- إن قضية الدكتور سعد ولد لوليد، ليست قضية شخصية، على الأقل مع المناضلين في الحركة، بل هي قضية تعني مستقبل الحركة ونهجها، وعزل أي شخص في حزب سياسي أو منظمة أو حركة، لا يفسد في الود قضية، ولا يجعل السماء تسقط على لأرض، أما السعد ولد لوليد فقد ناضل في الحركة بكل ما يملك من قوة، وقد دفع ثمن ذلك من خلال سجنه، وقد دافع عن رئيس الحركة ونائبه، في كثير من المواقف، كل هذه العوامل يجب أن تمنع البعض من الهجوم على السعد وتقزيمه، ونكران ما قدم من الجميل للحركة خاصة والقضية بشكل عام في ظرف وجيز.
2- يجب أن يعلم الجميع بأن الحركة ليست لزيد أو عمر، ولا يمكن لأي أحد فيها أن يطرد أحدا آخر، إلا إذا كان لذلك لوازمه وضوابطه، أقول هذا لأنني شعرت بذلك لدى البعض، أنا بطبعي لا أخفي شعوري، لذلك يجب أن تنزعوا تلك المشاعر من قلوبكم، فكل مناضل في الحركة، هو عضو بارز لا يمكن الاستغناء عنه، إذا ظل في الحركة، هو موضع ترحيب، وإذا غادر سيظل أخ كريم ومناضل شهم.
3- على الجميع التوحد، ورص الصفوف، وتناسي المشاكل، ومواصلة النضال ثم النضال المستميت، لكي يطلق سراح السجناء، من أجل تشديد الخناق على النظام القائم، الذي يكرس الطبقية والجهوية والقبلية، ويحمي ملاك العبيد، رغم تشدقه بقوانين محاربة الرق ومحاكمه التي ليست سوى حبرا على ورق، فهي لا تنصف العبد ولا تعاقب السيد، وإنما وجدت لذر الرماد في العيون.
إن معركتنا جميعا، هي معركة حاسمة ضد التهميش والاستعباد، والأفكار البائدة، وإستغلال الدين، ولذلك يجب أن نملأ الكنائن، ونجحذ الهمم، ونجدد النية، من أجل المسير نحو تحقيق الهدف المنشود، وهو موريتانيا العدالة، موريتانيا المساواة، موريتانيا دولة عصرية، يجد كل مواطن فيها نفسه بغض النظر عن شريحته عن قبيلته عن جهته عن لونه، هذا هو هدفنا وهذا هو مرادنا الأول والأخير، وإنا إليه سائرون.
النضال يتواصل
السالك عبد الله