فتح الله غولن ليس اسما جديدا على الساحة السياسية التركية، فقد ظهر منذ سنوات إثر الخلاف الذي حصل بين جماعته وحليفها القديم حزب العدالة والتنمية. وعاد هذا الاسم بقوة ليحتل صدارة عناوين الإعلام الدولي إثر اتهام أنقرة له بالوقوف وراء الانقلاب العسكري الفاشل.
عاد اسم الداعية فتح الله غولن ليحتل العناوين الكبرى في الإعلام التركي والدولي، عقب اتهام أنقرة له بالوقوف وراء الانقلاب العسكري الفاشل ليلة أمس.
عرفت جماعته باسم "الخدمة"، ولها امتداد كبير في الكثير من القطاعات التركية، كما اشتهرت في أوساط الطلاب بمساعداتها الاجتماعية لهم سواء في تركيا أو خارجها. كما تمكنت من أن تجد لها مع مرور الوقت قدما في الكثير من مؤسسات حيوية بالبلد، كالجيش، والإعلام، والتعليم.
ولم تتحول جماعته إلى حزب سياسي، بل ظل نشاطها محصورا في ما هو اجتماعي إضافة إلى العمل الدعوي، فيما كانت توجه تصويت أعضائها والمتعاطفين معها في كل مناسبة لحزب معين.
ومع ظهور حزب العدالة والتنمية، نشأ نوع من التحالف بين الجانبين، وإن لم يكن معلنا، إلا أنه سرعان ما انتهى بقطيعة استمرت حتى الآن. وتكونت هذه القطعية إثر محاولة جماعة غولن التأثير في قرارات حزب العدالة والتنمية ومواقف حكومته من عدد من القضايا، كان أبرزها خلاف أفرز ضجة كبرى في تركيا وخارجها بشأن مسؤول المخابرات المقرب من أردوغان.
وتوضح الأمر أكثر في 2013 عندما اختار أردوغان اجتثات هذا الجناح من التعليم، بطرح خطة جديدة أراد من خلالها، حسب الحكومة، إعادة تأهيل الطلبة، علما أن الكثير من هذه المؤسسات كانت توجد تحت الإدارة المباشرة لغولن. ليندلع صراع حقيقي بين الطرفين، تواصل بتسخير كل جانب لقوته في السلطة، إلا أن هذه المعركة خرج منها رجب طيب أردوغان، الذي كان يحضر نفسه لتولي رئاسة البلاد، منتصرا.
ويبدو أن نفوذ غولن لايزال ممتدا في كواليس بعض القطاعات التركية، لاسيما الجيش، ما يفسر اتهام أنقرة له بالوقوف وراء الانقلاب العسكري الفاشل. وطالب الرئيس رجب طيب أردوغان الولايات المتحدة بتسليمه.
بوعلام غبشي
فرانس 24