هل سأكون " كاذبا " إن قلت بأننا شعب تعوَّد على استخفاف حكامه به و مرَد على النفاق لهم و كلما أهانوه تعلَّق بهم أكثر . هل سأكون " گاذبا " حين أقول بأننا شعب أناني ، كل واحد منا يتّبع سياسة " الحمار " الذي لا يهمه إلا أن يُترك ليشرب من البئر و بعدها مباشرة سيصفق لمن يقف على تلك البئر حتى لو قام بتحطيمه بعد ذالك ليمنع آخرين من الشرب منه مع أن لهم من الحق فيه مثل ما له و يقتربون من الموت عطشا ، بل أحيانا يكون سعيدا بذالك .
هل سأكون " كاذبا " إن أخبرتكم بأننا شعب مخادع ، حين تقطع الدولة الكهرباء عن ثلاجات التجار و تفسد بضاعتهم ، لن يحتجوا طبعا على السلطات فهم أهون من ذالك ، لكنهم سينتقمون من المواطن المظلوم فيبيعون له بضاعة فاسدة بسعر أغلى دون أن تتمعَّر وجوههم خجلا .
هل سأكون " گاذبا " حين أخبركم بأننا شعب جبان ، تعليمنا في الحضيض و مستشفياتنا مجموعة من محلات المجازر البشرية ، و شوارعنا تحتلها القمامة و عاصمتنا بلا صرف صحي و الموت يحصد أرواحنا على الطرق المتهالكة ، مع كل ذالك لن تشاهد من يتذمر أو يحتج و كأنه جُبل على المذلة و تعود على الإهانة .
هل سأكون " گاذبا " لو قلت بصوت مرتفع بأننا شعب " منافق " ، يلعن الحاكم سرا و يسبح بحمده علانية ، يمدح السلطة إذا أصابه منها خير و يشتمها إذا دارت عليها الدائرة ليبدأ رحلة النفاق للحاكم الجديد .
صدقوني ، إن كنت " گاذبا " فتلك مصيبة ، و إن لم أكن " گاذبا " فالمصيبة أعظم