يعتبر التعليم عنصرا فاعلا وعاملا حاسما في التقدم الثقافي والإقتصادي والإجتماعي والسياسي للأمم والشعوب
وهو شرط أساسي من شروط المواجهة الحضارية مع تحديات الحاضر والمستقبل هكذا كان في الماضي وهكذا استمر في الحاضر
. وباعتبار المرأة نصف المجتمع ومسؤولة بشكل مباشر عن تنشئة النصف الآخر فهي معنية بكل مامن شئنه تطوير هذا المجتمع ورفعته وتقدمه ليس لأنها فقط تنتمي إليه إنما لأن تقدم وحضارة وفلاسفة هذا المجتمع تبدأ من المرأة فهي الأم والمدرسة الأولى ولهذا قال الشاعر:
الأم مدرسة إذا أعددتها ****** أعددت شعبا طيب الأعراق.
لأن التعليم هو الركيزة الأساسية للتنمية فمن الضروري تمكين المرأة من الولوج إليه وتذليل الصعاب كل الصعاب التي قد تحول دون ذلك ومن أبرز هذه الصعاب:
الفقر ونقص الوسائل خصوصا في المناطق الريفية حيث لاتتوفر المدارس بشكل كاف وحيث يكابد الآلاف مشقة النزوح بحثا عن فصول دراسية لأبنائهم الذين يخيم عليهم شبح الجهل بعد الفقر والمرض
قد يفهم بأن ظاهرة التقري العشوائي سبب في هذا النقص لكنها ليست وحدها بالتأكيد وقد يقول قائل بأن انتشار التجمعات السكانية بشكل عشوائي يمنع من توفير بنية أساسية لها حيث تتشتت جهود الدولة بسبب كثرة هذه التجمعات لكن إرادة السلطة السياسية وجديتها في جمع هذه التجمعات السكانية وتوفير المدارس لسكانها كفيلة بحل هذا المشكل بصفة جذرية.
يرجع البعض أيضا القصور في معدلات تمدرس البنات في بلادنا إلى أسباب أخرى سوسيو ثقافية كجهل أولياء الأمور بأهمية تمدرس البنات للتمكن من أداء دورهن في بناء الوطن.
لكن المتتبع للواقع الوطني في الآونة الأخيرة يلحظ تقدما واضحا وسعيا حثيثا من الحكومة في تمكين المرأة تشهد عليه المعدلات المرتفعة للتعليم النسائي بل والتفوق الذي حققته الطالبات الموريتانية في شتى الشعب العلمية والأدبية ويكفي للدلالة على ذلك أن مسابقة شهادة الباكالوريا لهذا العام انتهت بتتويج بنات متفوقات على رأس جميع الشعب.
تجدر الإشارة أخيرا إلى أن الاهتمام بالكيف قد يكون أهم من ألكم في حساب تمدرس البنات في بلادنا، إذ تحتاج مدارسنا وجامعاتنا إلى الكثير من التجهيزات والكتب والمختبرات لتساير نهضة الأمم ولتصبح فاعلة مؤثرة في رسم مستقبل مشرق لهذه البلاد وللسواعد التي تبنيها سواء من النساء أو الرجال.