حكمت المحكمة الابتدائية بمدينة طنجة، يوم 30 يناير 2017، في قضية إثبات البنوة لطفلة ولدت خارج علاقة الزواج، على والدها البيولوجي بتعويضات منتظمة يؤديها لابنته. وحسب ما أورده موقع ميديا 24، فإن هذا الحكم يعتبر الأول من نوعه في المغرب، ويحقق نقلة نوعية في مسار العدالة، منذ سنوات الستينات، حيث كان الأطفال الذين يعتبرون غير شرعيين، يحرمون من الأبوة، كما كان الآباء يتنصلون من واجباتهم تجاه أبنائهم.
وحسب ما جاء في التعليل القضائي للحكم، فإنه تم الحكم بثبوت بنوة البنت للمدعى عليه “والدها البيولوجي، وبأدائه نفقتها من تاريخ الازدياد إلى غاية سقوط الفرض شرعا حسب مبلغ 2000 درهم شهريا، وتعويضا شهريا.
وردا على دفاع المدعى عليه، الذي اعتبر أن طلب إثبات البنوة لا يرتكز على أساس قانوني لكون النسب لحمة شرعية بين الأب وولده ولا ينال بالمحظور وبأن المقصود بالنسب الشرعي هو الناشئ عن زواج صحيح في حين أن البنت المراد إثبات نسبها ناتجة عن علاقة فساد حسب الثابت من الحكم الابتدائي،
قالت المحكمة، أن البنوة معناها كما جاء في لسان العرب، “البنوة مصدر الإبن، يقال: تبنيته أي ادعيت بنوته، وتبناه اتخذه ولدا..” والبنوة في الأصل نسبة ولد لمن ولد له.
وبالإضافة إلى رد المحكمة الذي قدم تفسيرا للبنوة لغة واصطلاحا، أضاف تعليلا مبنيا على نص القرآن الكريم، مستشهدا بالآية ” ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ ۚ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ۚ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (5).
والآية “حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا“.
كما أخذ الحكم القضائي بناء على قاعدة حقوقية، مفادها أن ولد الزنا لا ذنب له فيما جناه أبواه عليه وورد على الكثير من الصحابة الحث على إكرامهم والإحسان إليهم.