مع أني وعدت نفسي بعدم الكتابة في الموضوع مرة ثانية , ولكن كالعادة أجد قلمي ينساب ليتحدث عن الرابع ماي 2017 , موعد الانتخابات البرلمانية في عهد فخامته رئيس الجمهورية , حدث تميزه ميزات خاصة وأولها فتح المجال لأصحاب المال والنفوذ للترشح ,وهذا ما يطرح عدة تساؤلات واستفهامات , فاذا كان الذي قبله وهو من عامة الشعب وبسطاؤه , منا ومنهم كما يقول المثل ولا نتيجة ايجابية ولا هم يحزنون , فما بالك بهؤلاء الذين ولدوا وفي فاهم ملعقة من ذهب , لم يذوقوا طعم الميزيرية , لا يتأثرون اذا زادت الأسعار وتخلت الدولة عن دعم المواد الأساسية , لا يشربون حليب الأكياس , ليس لأنهم مختلفون ولكن لأن الزمان أعطاهم وولفهم بمستوى معيشي معين هم وأولادهم صعب التخلي عنه , لذا لن يستطيع فلان أو علان أن يجلس في قبة البرلمان ويدافع كما كان يفعل عطا الله رحمة الله عليه أو سبيسفيك وغيرهم من البرلمانيين الشرفاء عن المواطن البسيط وحاجيته , لأنه في نظره الحديث عن دعم الدولة للمواد الأساسية مهزلة وكارثة , وتضييع للوقت ,وعوض مناقشة مشاريع ذات أهمية لهم يجدون أنفسهم في صراع مع الطبقات الوسطى والفقيرة , وهذا ما سيدفعهم للاستقالة كرها وملا, أو مواصلة التحدي وتحقيق أهدافهم رغما عن الدولة ومواطنيها ,او بطبيعة الحال مسايرة الحكومة وتطبيق مبدأ واحدة بواحدة , بمعنى أنت تنفذ ما أقوله وأنا أملا خزينتك بالمال والذهب . هي مجرد فرضيات وأراء قابلة للخطأ والصواب , لأن أصحاب البطون الكبيرة ليس بحاجة للمال والصفقات والدولة نفسها , بل بالعكس أرى أن دولتنا الموقرة هي التي بحاجة اليهم ودعمهم المادي لمواصلة الحياة بدون سيروم وأوكسجين ,ومرة أخرى مبدأ واحدة بواحدة يطرح نفسه أي أعطني الشهرة والمنصب وسهل الاستثمارات والصفقات وفي نفس الوقت أتعهد بحمايتك ماديا ضد كل الأزمات وتبيض صورتك داخليا وخارجيا . وجهة جديدة تبنتها الدولة اثر انهيار أسعار البترول ونقص احتياط الصرف والخوف من المديونية والتخلاط وووو, فكان المنقذ هم أصحاب المال الذين يختلفون عن بعضهم البعض , فليس كلهم طماعون وجشعون وانتهازيون ,وإنما أغلبهم يغلب عليهم الطبع على التطبع ,وتقودهم المصلحة الشخصية أولا, فمرحبا بعهدة سياسية جديدة في جزائر الحزب الواحد وتعدد الأحزاب , الديمقراطية والملكية , الطبقية .الشيء الثاني هو عزوف المواطن عن الاقتراع وخاصة أمل الأمة شبابها , فكثير منهم وعند حديثنا معهم أكدوا أنهم لن يقترعوا حتى ولو سيقوا الى السجن , وسوطوا وجلدوا , وهذا مشكلة كبيرة في بلد يتبنى الديمقراطية وينادي بها صبحا وعشية , حتى الوعود الكاذبة التي تعودت الأم استعمالها كذريعة وحجة لتمرير الشيء لم تعد موجودة أو منعدمة تماما مع انهيار اقتصادي خطير يهدد البلاد والعباد ,ضف الى ذلك فالشباب الان واعي ومثقف ويعرف أن السكريات والحلوى التي تعود أن يموه بها لن تجدي نفعا فمطالبه كبرت كبر جسمه وعقله . فانتخابات بدون مقترعين ستكون مثل مقابلة بدون جمهور , فهذا الأخير هو عصب اللعبة ومشجع الفريق , وبدونه الأمور ستؤول الى البهتان , حتى ولو تم شراء الذمم والمصوتين وزورت العملية ,أظن أن نسبة (غير المصوتين ) ستحتل الحيز الأكبر هذه المرة. فكيف سيتم اقناع الناس بالذهاب الى التصويت ؟ وهل سيتم استحداث طرق قديمة غير الجديدة التي تعودنا عليها ؟ كل هذا سيؤجل الى غاية انطلاق الحملة الانتخابية . القائمة الحرة التي تضم في طياتها مترشحين شباب ستواجه وزراء وبرلمانيين سابقين وأصحاب نفوذ , في حين هي لا تتوفر إلا على شباب طموح قرر أن يدخل المعترك السياسي ويجرب حظه ,لكنه اصطدم بمعيقات وصعوبات أعاقته عن مواصلة التجربة , فالحصول على عشرة ألاف صوت لمترشح صغير غير معروف من الأحلام السبعة , وحتى لو استطاع (ت ) تحقيق هذا , فسيضيع كل وقته وهو ينقل كل المعلومات على الشبكة العنكبوتية تطبيقا لقرار الترقيم الذي أقرته الجهات المختصة بالانتخابات , اذن من خلال كل هذه المعطيات التي تؤكد دعم الدولة للمال وإصرارها على برلمان مختلف عن سابقه شكلا ومضمونا . ما أضحكني وأغاضني كذلك هو تصريح شاب مترشح عن القائمة الحرة , فهو حسب كلامه هدفه التغيير والتطوير وخاصة الصحة والتربية والاقتصاد العام , فالمشكل أنهم كلهم قالوا عكس ذلك قبل الانتقال الى الجزائر العاصمة وتذوق طعم الأموال الطائلة , فيارب يصل الرابع من ماي 2017 لكي ينتهي الفر طاس من حك الراس كما يقول مثلنا الشعبي الجزائري ,ونتفرغ لقضايا أهم من هذه اللعبة التي تسمى الانتخابات البرلمانية ,ومن الان اليكم النتائج :
1 حزب الافالان أو الحزب الواحد المرتبة الأولى .
2 حزب الأرندي أو التجمع الديمقراطي المرتبة الثانية .
والبقية معروفة , أما قضية ترشح الوزراء فهذا ليس بالشي الجديد , فوزرائنا الكرام يعرفون أنه لكل شيء نهاية ,وكما دخلوا من الباب الواسع لقصر الحكومة , سيخرجون ويدخل غيرهم , لذا الأحسن والأفضل التشبث بغصن من السلطة حتى يبقوا على علم بما يجري ويدور في السياسة الجزائرية , وحتى ينتهوا من تنفيذ مشاريعهم ومصالحهم العالقة, ولكي أيضا لا يقال أن برلمان 2017 هو برلمان المال والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
كاتبة من الجزائر