أصبح المغرب أمام 3 خيارات مصيرية وهامة، بعد رفض جبهة البوليساريو (..) الانسحاب الكامل من منطقة الكركرات، بناء على طلب الأمم المتحدة. وبعدما قرر المغرب الانسحاب الأحد الماضي، لاتزال قوات البوليساريو ترابط في الكركرات، معتبرة أنها “منطقة محررة”، وأن من خرق وقف إطلاق النار في المنطقة هو المغرب، فيما تعرقل دائما مرور الشاحنات والقوافل التجارية من المنطقة، ضدا في قرار الأمم المتحدة.
ويضع خيار بقاء البوليساريو في الكركرات، المغرب أمام اختبار مصيري، إذ سيكون عليه الاختيار بين منطق “التهدئة والانتظار” أو “التصعيد للدفاع عن أرضه”.
الضغط على الأمم المتحدة لطرد البوليساريو
يظهر خيار الضغط على الأمم المتحدة، الأقوى والأبرز في الوقت الحالي، بناء على سياسات المغرب في المنطقة، والتي تتسم بالرزانة والحكمة واحترام القانون الدولي، واجتناب التصعيد العسكري.
وسيكون على المغرب في هذا الخيار، الضغط بقوة من خلال دبلوماسيته على الأمم المتحدة والأمين العام أنطونيو غوثيريس، من أجل طرد الجبهة الانفصالية من المنطقة تجنبا لأي تصعيد عسكري، إذ سيكون عليه الاعتماد في هذه الخطوة على قوى مهمة مثل فرنسا وإسبانيا وأمريكا.
ويعلم المغرب أن الأمم المتحدة باتت في وضع حرج، بعدما فشلت في إقناع ميليشيات البوليساريو بمغادرة منطقة الكركرات، إذ سيكون ذلك مدخلا للدفع بالهيأة الدولية بتحمل مسؤولياتها.
2. العودة إلى الكركرات
يعتبر خيار العودة من جديد إلى الكركرات “ثانوي”، بحكم أن قرار الانسحاب أحادي الجانب الذي قام به المغرب من المنطقة، لقي استحسانا من لدن أطراف دولية مهمة، مثل أمريكا وفرنسا وإسبانيا والأمم المتحدة.
واعتبر قرار الانسحاب حكيما ويدفع نحو نزع فتيل التوتر بالمنطقة، غير أن بقاء البوليساريو و”احتلالها” أرض تعتبر منطقة عازلة، قد يدفع بالمغرب إلى الدفاع على نفسه والعودة إلى المنطقة ولو بقوات من الدرك الملكي.
3. الحرب للدفاع عن النفس
لا يحبد المغرب قرار شن حرب على الجبهة الانفصالية، رغم أنه في حالة الكركرات، فإن المملكة مطالبة بالدفاع على أراضيها ضد ميليشيات تقطع الطرق التجارية وتقوم بشتى أنواع القرصنة قرب الحدود الموريتانية.
وأبرزت الحقائق على الأرض في الفترة الأخيرة، أن المغرب “مدافع” على أرضه ولا يريد الدخول في حرب مع ميليشيات، هدفها الأول إضعاف المغرب وإعادته للوراء، بعد المكاسب التي حققها في إفريقيا وعودته إلى الاتحاد القاري، من خلال دبلوماسية رزينة وقوية للملك محمد السادس.
وتحاول البوليساريو جر المغرب بالمقابل إلى حرب، لتضرب كل هذه المكتسبات عرض الحائط.
جريدة الصباح المغربية