الجزائر: مخاوف من تجنيد المجانين من طرف التنظيمات الإرهابية | 28 نوفمبر

الجزائر: مخاوف من تجنيد المجانين من طرف التنظيمات الإرهابية

جمعة, 04/14/2017 - 00:46

كشفت مصادر أمنية جزائرية متطابقة لــــ”أنباء تونس” أن المدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل قد أصدر تعليمات إلى مختلف مصالح أمن ولايات الجمهورية بإجراء عملية بحث ومسح وإحصاء دقيق، وبالتنسيق مع وزارتي الداخلية والجماعات المحلية والصحة، لعدد المجانين أو المختلين عقليًا وأولئك الذين يُعانون من أمراض نفسية مستعصية ومزمنة وذلك على خلفية تسجيل مصالح الأمن على مستوى عدة ولايات عبر الوطن انخفاض ملحوظ ومثير للشكوك والمخاوف في عدد المجانين المتشردين عبر شوارع وأحياء عدد من المدن الجزائرية.

 

وهي التعليمات التي جاءت مباشرة فور اعترافات متطابقة أدلى بها إرهابيين تائبين سلموا أنفسهم إلى مصالح الأمن في مناطق مختلفة من الجزائر تفيد بأن بعض التنظيمات الإرهابية تقوم بــــ”تجنيد قسري” وحتى اللجوء إلى عمليات اختطاف المجانين والمُصابين بأمراض عقلية ونفسية مزمنة وإرغامهم على تنفيذ عمليات إرهابية أو انتحارية من خلال اللجوء إلى تفخيخ أجسادهم وتوجيهها نحو الأهداف المحددة وتفجيرها عن بعد.

وبحسب ذات المصادر فقد تم رصد مواقع إلكترونية توصف بــــــ”الجهادية” تعمل على الترويج للجهاد وتدعو للتجنيد في عمليات انتحارية سمتها بـ “الاستشهادية” مع تقديمها كل الضمانات لمن يرغبون بالتطوع بالحفاظ على سرية بياناتهم وإفادتهم عن طريق التراسل بالمهام الموكلة إليهم وآلية تنفيذها، وأنه من بين ما تم رصده واكتشافه هو طلبات كثيرة من هذه المواقع المشبوهة من طرف الشباب الجزائري للقيام بمساعدتها في تجنيد المجانين والمختلين عقليًا على وجه الخصوص لصالح تنظيمات إرهابية مقابل مبالغ مالية مغرية.

وأشارت تقارير استخباراتية سرية للغاية إلى أن بعض التنظيمات الإرهابية تعمل، ومنذ مدة ليست بالقصيرة، على “تجنيد قسري” للمجانين وإرغامهم على القيام بتنفيذ عمليات إرهابية وانتحارية، مستغلة بذلك “جنونهم وعدم وعيهم العقلي” من جهة وعدم إثارتهم للشكوك من طرف مصالح الأمن من جهة أخرى، فيما يشبه استراتيجية جديدة لهذه التنظيمات الإرهابية التي باتت تجد صعوبات كبيرة في استقطاب الشباب وإقناعهم أو إغراءهم بالانضمام إلى صفوفها.

وأوضحت التقارير ان التحقيقات التي قامت بها بعض الجيوش الغربية بعد العمليات الانتحارية التي قامت بها القاعدة أو تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” خلال السنتين الماضيتين ان معظمها نفذها أشخاص ليسوا في كامل قواهم العقلية. وأفادت تلك التقارير ان الإرهابيين العقلاء أو الذين يتمتعون بكامل قواهم العقلية يرفضون القيام بهذه العمليات مما اجبر بعض التنظيمات الإرهابية وخاصة القاعدة وداعش على تجنيد قسري للمجانين أو الذين يُعانون من اضطرابات عقلية ونفسية. وحسب التقارير المذكورة آنفًا فإن التنظيمات الإرهابية تفضل اللجوء للعمليات الانتحارية، لأنها وسيلة سهلة وغير مكلفة وقوية المفعول خاصة إذا كان منفذوها أشخاص مجانين أو ليسوا في كامل قواعهم العقلية والنفسية.