توقعت مصادر اقتصادية مغربية أن يشهد قطاع السيارات بالمغرب خلال السنوات المقبلة نموا كبيرا، حيث ارتفعت مبيعات السيارات إلى 38 ألف سيارة خلال الربع الأول من العام الحالي، بزيادة 18 في المائة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، مواصلة تطورها المسجل خلال السنوات الماضية والمقدر بـ 150 ألف وحدة سنويا.
ونقل تقرير اقتصادي للقسم الإعلامي لحزب "العدالة والتنمية" الحاكم في المغرب، عن "الجمعية المغربية للسيارات"، تأكيدها بأن الطلب على شراء السيارات الجديدة سيتواصل خلال العام الحالي، بفعل ديناميكية القطاع وتوسع الطبقات الوسطى، والحملات الدعائية والتخفيضات وتسهيلات التسديد التي تمولها المصارف التجارية، فضلا عن طرح موديلات حديثة تستجيب للأذواق والقدرات المالية كافة.
ويطمح المغرب، إلى إنتاج مليون سيارة سنويا مطلع العقد المقبل، والارتقاء إلى المرتبة 20 ضمن الدول المصدرة للسيارات وأطرافها.
ووفق إحصائيات ذات الجمعية، فقد تم تسويق نحو 600 وحدة من السيارات المصنعة في طنجة والدار البيضاء خلال الربع الأول، وهي من طراز "داسيا" التي ينتج منها المغرب نحو 400 ألف عربة سنويا، معظمها للتصدير إلى أسواق الاتحاد الأوروبي وأفريقيا والشرق الأوسط، وتمثل نحو 16 في المائة من حجم السوق المغربية، ونحو 10 في المائة من إجمالي مبيعات السيارات الفرنسية المغربية في العالم، تليها "رينو" التي زادت مبيعاتها 44 في المائة واستعادت حصتها في السوق المحلية المقدرة بـ14 في المائة.
وأوضحت يومية "أخبار اليوم" ضمن عددها اليوم الجمعة، نقلا عن نائب رئيس الجمعية المغربية لصناعة السيارات، تاج الدين بنيس، أن المملكة تتوفر حاليا على قدرة تصنيع تبلغ 600 ألف سيارة في السنة، متوقعا إنتاج مليون سيارة بحلول سنة 2020.
وأوضح المتحدث ذاته، أن المغرب يطمح إلى تجاوز الأهداف المسطرة في أفق 2020، بخصوص قطاع صناعة السيارات، مشيرا إلى أن الأهداف المحددة سيتم تحقيقها إلى حد كبير.
وسجل بنيس في السياق ذاته، أن مجموعة "رينو" تصنع حاليا 400 ألف سيارة، ينضاف إليها 200 ألف سيارة ستنتجها مجموعة "بيجو ـ سيتروين" قريبا، إضافة إلى 400 ألف سيارة أخرى سيتم إنتاجها من قبل مصنع عملاق جديد سيلج السوق المغربية عما قريب.
وتعمل في المغرب 152 شركة في صناعة السيارات، بحسب وزارة المالية والاقتصاد المغربية، والعديد من الشركات الكبيرة المصنعة للسيارات مثل شركة "رينو" و"بوجو سيتروين".
والمغرب تشتهر بصناعة وتركيب أسلاك السيارات (الكابلات)، التي تمثل 50٪ من قطاع السيارات في البلاد، بينما تمثل النسبة المتبقية صناعة العديد من قطع السيارات الداخلية وتجميعها.
ويصدر المغرب السيارات إلى أكثر من 31 دولة أوروبية، أبرزها فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وبريطانيا، و26 دولة أفريقية مثل مصر وتونس وغيرها.
وتقوم بعض شركات السيارات، بتصنيع وتركيب أجزاء السيارة كاملة في المغرب، مثل شركة "رينو"، وشركات أخرى تركب أو تصنع قطع الغيار التي تستعمل في صناعة السيارات.
ووفق تقرير سابق لوكالة أنباء "الأناضول"، فقد كان المغرب قد أطلق مشروع إنشاء مصنع لـ"بيجو سيتروين" بمدينة القنيطرة في يونيو/حزيران الماضي، باستثمارات تبلغ قيمتها 604 مليون دولار أمريكي، على أن يفتتح في 2019، وسيتمكن من إنتاج 200 ألف سيارة و 200 ألف محرك سنوياً.
وبحسب وكالة المغرب الرسمية، قفزت صادرات السيارات ومكوناتها في العام الماضي بنسبة 53 %، مقارنة بعام 2013 لتصل إلى نحو ملياري دولار، وتحتل المرتبة الأولى في قائمة الدول المصدرة لمنتجات السيارات في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط.
ويستهدف المغرب إنتاج 800 ألف سيارة بحلول عام 2020 مقابل 400 ألفا أنتجها خلال 2014، بحسب مخطط تسريع التنمية الصناعية 2014 - 2020، الذي أطلقته الحكومة في إبريل/نيسان 2014.