أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا
صدق الله العظيم
لاشك ان المفيد قبل أن نبحث في تفصيل كيف تحققت الحرية والديمقراطية في مراحل تاريخ الدولة الموريتانية
يجب أن نقوم بإستحضار وأستعراض ذالك في عصر حكم الرئيس محمد ولد عبد العزيز ثم عصور من سبقوه من الحكام
ففي عصر الرئيس محمد ولد عبد العزيز تعززت الحريات العامة في كل مناحي الحياة وأصبح للجميع آراء يعبرون عنها حتى ولو كانت مخالفة لنظام حكمه
فقد قدم الرجل حلا بنيويا لمشكلة الحرية وتم إقرار التعددية السياسية والإعلامية واقعا بعد أن كانت مجرد شعارات للإستهلاك السياسي أو لإسكات الغرب ولكسب أصوات الناخبين
فأنظمة الحكم أنذاك كانت تعتبر نفسها خلفاء الله في هذه الأرض
بينما كان ولد عبد العزيز يعتبر نفسه ولي على هذه الأمة
وكان يشارك الجميع ويشاورهم في جميع الأمور وتلك من سمات الديمقراطية
وفي سماء موريتانيا تم إقرار التعددية الإعلامية بتحريره الفضاء السمعي البصري
وأصبحت هناك قنوات وإذاعات وكم هائل من المواقغ الالكترونية تكتب وتقول وتنشر ماتشاء دون رقيب أو تدخل من الجهة الوصية
ومن أجل تعزيز ذالك وليحعله سنة محمودة حافظ رئيس الجمهورية على أن يحدث الشعب مباشرة ودون وسيط عبر مؤتمر صحفي يكون ممثلا من جميع الصحفيين رغم توجهاتهم دون تمييز
فقد أخذ على نفسه ميثاقا أن يحافظ هذه المكونات التى من شروط الوحدة الوطنية والتى تتجسد في الحرية والديمقراطية وممارستها ضمن مرجعية معرفية وعرفية وجمالية ودينية وتشريعية والتى من شروط الوحدة وصمام الأمان لهذه الأمة
فكان حريص أشد الحرص على الرأي الآخر مهما إختلف مع اصحابه في رؤي وفي الطرح بمختلف إتجاهاتهم السياسية والقومية
فيحسب لرجل تجريمه للعبودية وإنشاء محاكم مختصة لذالك وأعتبر التعذيب جريمة غير قابلة لتقادم
فلم تسجل حالة كما في العصور الماضية أية حالة تتعلق بتصفية الجسدية أو قمع أو إكراه . بل كان هناك تطور ديمقراطي شاركت فيه جميع الأحزاب السياسية بعد أن كان المواطن يشعر بعدم المساواة بسبب الفساد والمحسويية وشاع الصراع العرقي وأصبح الإنتماء الحزبي أعلى من الإنتماء الوطني بينما كانت تلك الأحزاب في الماضي غطاء للإستبداد وغدا الإنتخاب مفروضا على الناس بالقوة وتم في تلك الفترات طرح شعارات رنانة لا تتناسب وقدرة البلد كما شمل الأستبداد الدستور نفسه
وكما كان في المفهوم السائد انذاك بأن مخالفة السلطة الحاكمة يعتبر من الكبائر بحيث يتم تضييق الخناق على المخالفين في الرأي
هنا ظهر النظام الحالي كنظام متكامل ومتماسك وأكتمل وتأطر وقدم ممارسة حقيقية في الديمقراطية وفي الحرية بإعتبارهما عقيدة راسخة
وقام برفض كل السياسات السائدة في السابق كالغناء الفاحش وهدر موارد الدولة واختزالها في جيوب المسؤولين
ومن هنا يختلف النظام الحالي عن كل الأنظمة السابقة ويكمن الفرق بينهم في أساسيات الحرية والديمقراطية وأسسهما البنيوية والتداخل والإلتباس في تلك المفاهيم والإيمان بها
أنه ولد بلخير رئيس منظمة الإنسان من أجل العدالة الإجتماعية