لحظة صعبة ودقيقة تلك التي يجد فيها المرء نفسه عاجزا عن التعبير لأن المصاب جلل والفقد عظيم. حقا لقد فُجعت أسرتنا " عائلة أهل بودادية" برحيل رجل المواقف الشجاعة والحكيمة الرشيد ولد صالح تغمده الله بواسع رحمته وكريم غفرانه.
لقد سخر المغفور له بإذن الله نفسه لخدمة وطنه وفق رؤية حكيمة ومتزنة متحليا بالصدق؛ والنبل؛ والشهامة؛ محبا للخير؛ معينا للسائل واليتيم؛ سندا للضعيف؛ ومجيرا للمظلوم كل ذالك بكل تسامح وهداية ورشد،ولايحمل هذه المعاني الانسانية الكريمة والطيبة إلا من وهبه الله خلقا رفيعا وانبته نباتا طيبا بإذن ربه.
كان الرشيد ولد صالح رحمه الله رجل وطن بامتياز رؤوما رؤوفا بالجميع ذو رؤية واسعة وقلب نابض؛ بمثابة الأب والمرجع؛ كلماته سراجاً وهاجاً وإن فقده لكبير، ووقعه على النفس شديد، ولكنه في خِضَم المآسي تبرز الآمال، وفي طَيات المحن تبدوا المنح, ومن مَخَاض الأتراح تتوالد الأفراح ويهون المصاب وعزاؤنا في والدنا أن الموت حق، وأن(كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ*وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَام).
فعلينا ان نصبر ونحتسب، وأن نكثر من الدعاء لفقيدنا وفقيد الوطن قال تعالي في محكم كتابه (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ*الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ*أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ),
اللهم ارحمه واغفر له واعف عنه وأدخله فسيح جناتك، وارفعه من ضيق اللحود إلى جنــات الخلود، واجعل قبره أول منــازل الجنة، واجعله من خيرة من تظلهم بظلك يوم لا ظل إلا ظلك..
--------------------------
من صفحة الأستاذ محمدو ولد بودادية على الفيس بوك