أئمة المساجد ومؤذنوها رجال يداومون في مؤسسة المسجد المقدسة؛ مواقيتهم متفرقة ومهمتهم عبادة؛ ماذا لو افتتحت معاهد لتكوينهم واعتمادهم موظفين رسميين للقطاع العام برواتب محترمة؟
منذ عقدين أو ثلاثة ونحن نشهد هجرة لحفظة كتاب الله منا إلى مشارق الأرض ومغاربها، فهناك دول مسلمة غنية تعظم شعائر الله وتجل القائمين عليها.
المشكلة أن مساجدنا محسوبة على جماعة المسجد في الغالب ولاحظّ للقرآن وأهله والأذان وأهله من ميزانية الدولة إلا عبر تنظيمات شبه حكومية هي أقرب إلى مناطحة تيار الإسلام السياسي منها إلى خدمة الإسلام والمسجد والشعيرة.
غاب الأذان الموريتاني والتلاوة الموريتانية التي كثيرا ماتكون في مقام لكحال وابياظ فاقو ولبتيت من السلم الموسيقي الموريتاني، تماما كما غاب مسواك آتيل وحل محله جذع أبيض يظن مستخدموه تسنناً أنه وحده هو الأراك، وقصرت الدراعة كثيرا وانتشرت الجلابية المغربية والسعودية والعباءة الأفغانية وسيما الجبهة السوداء الهندية؛ لأن المرجعيات الكبرى غيضت وأهملت.
لقد تلاشت مميزاتنا وعاد الأذان الموريتاني في مقامات الصبا والعشاق والرست والسيكا والحجاز، وفقدنا تلك المسحة من الخشوع والتفكر والرهبانية في تلاوات الأولين وأذاناتهم.
لست أشك في ضرورة تحسين الأذان والتلاوة لكن مالم نعتبر التالي والمؤذن ونتناسى أن جوامعنا ليست مصليات للقرى بل مؤسسات متكاملة وجب الإمساك بها لا عنها فسيطول ليل العابدين في محاريبنا. وتستمر هجرة الحفاظ عن موائدنا.
----------------
من صفحة الأستاذ اسماعيل يعقوب الشيخ سيديا على الفيس بوك