الحسانية.. كبری حسنات بني حسان!
الخميس, 26 يونيو 2014 11:11

أحمد سالم زيادقد لا يكون بنو حسان أدخلوا إلی البلاد دينا أو ثقافة جديدة، وكثيرا ما يلمزهم البعض الناقم بذلك؛ لكنهم نقلوا المجتمع البيظاني من مجتمع أعجمي إلی مجتمع عربي، يتكلم بلهجة حفظتها البداوة من هيمنة اللغة التركية، التي كانت مسيطرة بقوة السلاح، فأطلقت قيود العجمة عن همم البرابرة، لينتج التلاقح نهضة علمية في هذا بلاد التكرور، أدهشت العالم العربي وهو يئط منذ قرون في انحطاط رهيب . 

نهضة تذكرك بالعباقرة المولدين في دولة بني أمية وبني العباس...

إن جادلتني فسألك أين النهضة العلمية التي كانت في البلد، وأين النهضة التي حققها برابرة الصحراء خارج نطاق الحسانية..

لا يشوش عليك الأوقيتيون في تنبكتو ولا علماء ولاته ووادان.. ففي كل الشعوب الإسلامية غير العربية أسر علمية، وعلماء أفذاذ ينبغون كل حين، لكن، فشو العلم في الشعوب العربية، وانحسار الجهل، لا يقارن بغيرها من الشعوب. بل أتجاسر وأقول: ربما كان الجاهل العربي أوسع اطلاعا من المتعلم غير العربي. وليس ذلك خاص بالعرب والعربية، فكل لغة حية هي كذلك مقارنة باللغات الضيقة الأخری. والسبب هو أن اللغة وعاء ثقافة. فالغربي اليوم عموما هو كذلك مقارنة بشعوب العالم الثالث.

إذا كان بنو حسان ظلموا في الماضي؛ فإن الزوايا ظلموهم في الحاضر، والظلم من شيم النفوس، وقد زال الجانب الخشن من "العلة" وما أظرف وأصدق ماسمعت في الموضوع، مقولة الأستاذ دمب ولد الميداح: إذا كان التاريخ يكتبه المنتصر عادة؛ فإن المهزوم هو من كتبه في موريتانيا.

 

إن كتابة التاريخ بهذا المنطق تجعلنا لا نتطمئن علی مستقبل البلاد، فكيف تعتمد رواية أحد الخصمين وتفرض علی الآخر، وبمنطق تفومنه رائحة الخصومة؟!.

إن التاريخ ليس سردا للوقائع ووصف واقع كان، وليس تمجيد قوم دون قوم، ولا مهاجمة الخصوم.. بل التاريخ عبر، وتحليل للماضي من أجل فهم الحاضر ورسم خطط للمستقبل.

إن الماكينة الاعلامية التقليدية لبني حسان هي أيضا لا تزال تجتر الكثير الكثير من القصص الأسطورية حينا والحقيقية حينا آخر، وما أحوجنا إلی باحثين منصفين يخلصونها من سيطرة المؤسسة الرسمية لإمارة معينة، ونقلها من ضيق الاخبارية والتأريخ إلی رحابة التاريخ وعلم الاجتماع..

** لست عاقا لأجداي صنهاجة ولا متنكرا لهم، ولست كذلك متعصبا ضد بني حسان..

إنني نسبا أنتمي إلی الشعبين معا، كما أنتمي إليهم لغة وثقافة. 

ولو كان المرء من حيث ينبت لا من حيث يثبت؛ فلست من أحد الحيين، فقد قدم جدي هاربا من بطش الموحدين، يمحل فسلا من نخيل أغمات، وعلما رواه عن القاض عياض، فأس مدينة اسمها وادان، فكانت بحق: واد علم وواد تمر!.

كان أجدادي يتكلمون بلغة آزير في وادان لكنها لغة انقرضت. ولست ممن يهتم بالتاريخ فلوكلوريا. ولا يعنيني مما وقع الأمس إلا ما ينفعني في حياتي اليوم..

أنا صنهاجي عربي أو عربي صنهاجي، وإن شئت قل: بربري عربي!، 

وليس لي أب ولا أم أقرب من أبي وأمي، وقد اشتهدا أن لا أحمل حقدا علی أحد. وما دمت لم أحمل أرث عداوات أبي؛ فكيف أرث عداوات قوما آخرين.

لا أعرف اسما ولا مصطلحا ظلم أكثر من الإرهاب والبربر!

----------------------

من صفحة الأستاذ احمد سالم زياد على الفيس بوك

فيديو 28 نوفمبر

البحث