فتاوى الضرار .. شنشة أعرفها من أخزم ! / سيدي ولد محمد فال
الثلاثاء, 10 ديسمبر 2013 16:01

نشر إمام مسجد في مدينة كيفه بولاية لعصابة جنوب موريتانيا بيانا باسمه الشخصي، ولم يسمه فتوى، إلا أنه حملة في طياته أسلوبا متخلفا ينم عن مستوى الوعي لدى أئمتنا وعلمائنا. بيد أن الملاحظات الكبرى والانتقاد

الصارخ الذي بادرت به النخبة المثقفة لمواجهة هكذا شكل من أشكال التقوقع الديني، مافتئت أن خبا نورها في دياجير الزيف، حين ركب أصحاب الفتاوى المعلبة موجة الانتقاد هذه، لذلك من الضروري العودة للذاكرة القريبة لاستحضار معالم راسخة في وجدان علماء فتاوى الضرار..

·       لولا الاستغلال الرخيص للدين ورموزه، العالم ، والإمام، والمسجد الذي اعتمده الإخوان في العصر الحديث واستثمروا فيه كثيرا لما كانت هناك حاجة - كالعادة - في محاولة الأئمة المغاضبين لزملائهم من إخوان "تواصل" لإصدار بيانات أو إيماء لموقف سياسي .

·       أن من قرأ هذه البيان يفهم أنه حتى لو كانت الدعاية لصالح مرشح الحزب الحاكم (الذي يرأسه أحد أبرز شخصيات الإخوان في موريتانيا) فإن الفائدة المتوخاة من الخطة الإستراتيجية تعود لحزب الإخوان "تواصل" بدليل أن شخص الإمام - الطيب - اعتمدت أسلوب العنصرية والقبلية والشرائحية والتفاضلية لانتفاء المبررات الدينية التي تترك لأهل "تواصل"  ! فمثلا : القول بأن فلان ابن فلان بن فلان..  ومن أمره كيت وكيت... ، يقزم البيان - الفتوى - ويجعلها عصبية لا دينية، بعكس فتاوى الإخوان في "تواصل" التي تكفر المخالفين، وترقى بالمستهدفين بالدعم إلى مستوى العصمة، مثلما قال جميل ذات يوم : "إن أولى الناس بإبراهيم...." على طريق بني إسرائيل "لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى.."

·       أن الإخوان يعتبرون كل قول لا يدعمهم ويسير في فلكهم، هو: صد عن سبيل الله ! 

·       أنه ربما تكون الخطة فشلت نسبيا حين تضمن البيان الآية الكريمة "إن خير من استأجرت القوي الأمين..." والتي حولها الإخوان في "تواصل" إلى شعار خصوصي وماركة مسجلة لا يجوز الدعاية بها لغيرهم، وهي لا تبتعد كثيرا عن مجالات الفتاوى المعلبة، وربما التنبي لأن الآية نزلت في حق نبي الله موسى عليه السلام.

·       أن بيان إمام لعصابه - والذي نزع عنه في لحظة صفة "العالم" وأولجه بسرعة فائقة إلى باب الشبهات - كان مناسبة لإطلاق زخم إعلامي مواكب لحملة الإخوان في "تواصل" يغطي على الثغرات والسقطات مثل : اتهام غلام ولد الحاج الشيخ لبعض العلماء بالارتشاء ومسارعة ولد أمحود لنفيها والقول أن من كتب البيان ردا على غلام هو الوزير ولد جعفر والعالم حمدا ولد التاه - إذا لم تنزع عنه بعد ساعات صفة "العالم" -  !!!

·       والغريب أن الفتاوى التي صدرت طيلة السنوات الماضية عن شخصيات -  عالمية ودولية، شرقية وغربية، سلفية ووهابية، وسطية ومعتدل في الخليج، متشددة وحازم وحادبة على شرع الله في المغرب العربي - والتي تتعلق بـ"الإرهاب" و"الجهاد" في سوريا وفي ليبيا وفي السودان ومآزرة "البشير" و"حمد" و"قطر" و"موزة" و"أمريكا" وحلف الناتو "حلف الفضول" ... لم يستحضرها المراقبون!!

ملاحظاتنا:

لا يجوز أن تسمح الدولة أبدا بأن تجد ألاعيب الإخوان - في الحزب الحاكم وفي حزب تواصل - سبيلها إلى تقزيم الدين وتشويه صورة المجتمع، من خلال إصدار البيانات والفتاوى التي تعتمد أسلوب المراوغة، وصولا إلى تكريس منطق الفتاوى الاقصائية والتفضيلية التي تعتبر منهجا عتيدا لدى الإخوان..

لا يمكن لأحد أن ينسى أن كثيرا من الدعوات العرقية والاثنية التي برزت مؤخرا كانت يغذيها ويحرضها حزب الإخوان "تواصل" وربما يوجد بعض أطره وقادته على رأس بعض تلك المبادرات!..

وأخيرا؛ إن حديث الإخوان في "تواصل" ومن يحوم حولهم من "فقهاء" و"مفكرين إسلاميين" يسمون بعض الكتاب الصحفيين بـ"الفسقة"،عن فتاوى الضرار،  يدعوا للتعجب .. وما هو إلا كقول أبو أخزم الطائي:  شنشة أعرفها من أخزم... !!!

سيدي ولد محمد فال