البنى التحتية...الأهمية وضرورة الصيانة /سيد امحمد ولد أحمد ولد باب |
الأحد, 26 يناير 2014 18:07 |
البنى التحتية هي الركيزة الأساسية والعمود الفقري للتنمية عموما والاقتصادية خصوصا في أي بلد أيا كان، وهي التي تعكس الصورة النمطية والورقة التعريفية للدولة وساكنيها وتمكن الآخر من أخذ انطباع أولي عن مستوى الجدية والمسؤولية التي يتحلى بها المسؤولون في إدارة شؤون بلدهم، كما أنها إحدى الوسائل الناجعة لاستقطاب السياح وانعقاد المؤتمرات والندوات الإقليمية والدولية، و هي نشاطات تدر بالدخل المباشر على المواطن وتساهم في إنعاش الاقتصاد الوطني. وفي هذا المضمار حظيت البنى التحتية الوطنية في السنوات الأخيرة بلفتة خاصة، أسهمت في تطورها وازدهارها على الصعيدين التوسعي والترميمي، ولا يخفى على أحد ما لهذه الطفرة النوعية من نتائج انعكست إيجابا على الحياة اليومية للمواطن وأعطت وجها عصريا وحضاريا لائقا لدولتنا الفتية. إن المشاريع العملاقة التي تقوم بها الدولة في هذا المجال وترصد لها الميزانيات الكبيرة في سبيل النهوض بالبلد اقتصاديا وسياحيا لن تأتي أكلها إلا بتضافر وتلاحم جهود الجميع حكاما ومحكومين وذلك بالتحلي والشعور بالمسؤولية والمواطنة والتضحية من أجل تنمية حقيقية مبنية على أسس مدروسة وسليمة. إن هذه الورشات البنيوية طور التنفيذ هي عمل وطني جبار يستحق الإشادة والذكر لأنها مكاسب وطنية باقية يلمسها المواطن ويحس بها أيا كان موقعه أو انتماءه السياسي. ولكن من المعروف أن الصيانة من تمام العمل سبيلا لضمان ديموميته وفاعليته وليؤدي الغرض الذي أنشأ من أجله، ولكي لا يذهب ما أنجزنا سدى يجب أن يرافق هذا العمل الدؤوب مشاريع موازية تعنى بالصيانة والنظافة، فكما تعاقدنا مع شركة لنظافة الشوارع من الغمامات يمكن أن نتعاقد مع أخرى لصيانة الأرصفة ونظافتها أو ننشئ مؤسسة وطنية مختصة في النظافة العمومية، تعنى بالصرف الصحي وشفط المياه وتسميد أعمدة الإضاءة ومسح الرمال التي تتكون على الأرصفة من حين لآخر، وحتى ترميمها إن اقتضت الحاجة إلى ذلك. ثم إنه من الضروري تفعيل قوانين العقوبات الرادعة التي تترتب على الإضرار بالمصالح العامة كالتسبب في اتساخ الشوارع أو كسر أعمدة الإضاءة أو التحايل في احتلال الساحات العامة واستغلالها للغرض الشخصي. بهذا نكون قد ضمنا فاعلية ما بذلنا من أجله الغالي والنفيس ولبينا رغبة المواطن في مشاهدة بلده ينموا ويزدهر شيئا فشيئا ليشعر بالاطمئنان ويعرف أنه حينما يدفع الضرائب للخزينة العامة للدولة إنما يدفعها من أجل شيء ملموس وليس كلاما سياسيا رنانا لا يغني من جوع. رحم الله عبدا مؤمنا إذا أصنع شيئا أتقنه
|