لا نستبعد عقد لقاء مصالح بين اسرائيل والسعودية بسبب ايران
الخميس, 13 فبراير 2014 01:34

rohani-and-saudi-king.jpg55توجه الامير السعودي تركي فيصل بشكل مباشر الى وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي لفني، واطلق نحوها ثناء فذبنا جميعا كالزبدة. يا للروعة. ليس فقط توجه مباشر بل والى امرأة، واو. أردنا شرق اوسط جديد. حصلنا عليه. الحدث،

 انعطافة تاريخية بكل معنى الكلمة، وقعت قبل نحو اسبوعين.

مرت بضعة ايام، وطالبة في الجامعة السعودية الاهم، “الملك سعود” في مدينة الرياض، احتاجت سيارة اسعاف، في اعقاب نوبة قلبية. وصل طاقم الاسعاف.

ولكنه تأخر في الدخول، لان الحديث يدور عن امرأة، محظور على الرجال معالجتها.

الزمن مر. وانتقلت الطالبة الى عالم كله خير. على اي حال الى جنة عدن، لان الرجال لم يتمكنوا من معالجة جسدها الطاهر. قبل 12 سنة من ذلك، كما ينبغي لنا ان نتذكر، احرقت 15 فتاة حتى الموت، لان شرطة الاداب منعتهن من الهرب من الموت.

لم يكن لهن اللباس المناسب. هن ايضا ارسلن الى جنة عدن، نقيات وبريئات، دون أن تراهن عين رجل. هكذا بحيث يجدر بنا أن نهدأ. بادرة الامير السعودي لا تزال لا تغير السعودية.

فقد كانت هذه ولا تزال احدى الدول الاكثر  ظلامية في العالم. يحتمل أن يكون هناك لقاء مصالح بين اسرائيل وقسم من دول النفط، بما فيها السعودية، بسبب ايران. يحتمل ألا يكون مفر من اتصالات كهذه او تلك، بل وربما تنسيق امني. فثمة مصالح ايضا. ولكن لا توجد اي حاجة الى الاوهام.

السعودية هي مصدر السلفية. السعودية هي على ما يبدو الدولة التي تدعم قسما من منظمات الجهاد التي من شأنها ان تسيطر على سوريا. السعودية هي الدولة التي صدرت مدرسة الوهابية لكل مكان في العالم كان مستعدا لان يحظى بالمال السعودي. مساجد في الغرب ينشر فيها السم اللاسامي تعمل بشكل عام بتمويل سعودي. مشكلة العالم العربي والاسلامي ليست الراسمالية والا الاستعمار وبالتأكيد لا اسرائيل ولا الصهيونية.

المشكلة أن هذا العالم يصعب عليه ان يتغير. وعندما يتغير – في هذه الاثناء هذا اساسا الى الاسوأ. يمكن الحماسة للدستور الجديد في تونس، الذي يقرر بان الاسلام هو دين الدولة، ويمكن الحماية لمصر، حيث الجيش العلماني يخرج الى صراع ضد الاسلام.

ولكن يجب أن نتذكر بان في هذين المكانين، تونس ومصر، فاز الاخوان المسلمون بالاغلبية.

وفي المناطق الفلسطينية ايضا اصبحت حماس، المتماثلة مع الاخوان، الحزب الاكبر. هكذا بحيث ان مؤشرات التغيير بعيدة عن الازدهار. العكس هو الصحيح. العالم الاسلامي يتملكه هوسان مركزيان – مكانة المرأة وكراهية اسرائيل – والتي هي بشكل عام كراهية اليهود ايضا.

وصحيح حتى الان، لا تغيير في هذين المجالين، ومع كل الاحترام للانظمة التي تحافظ على الاتفاق مع اسرائيل، في مصر وفي الاردن، فان الشعوب نفسها بعيدة عن التغيير. يوجد العالم الاسلامي الان في احدى نقاطه الادنى. فلاكثر من ثلاث سنوات بعد أن بدأ ما سمي بـ “الربيع العربي”، فان الوضع يتدهور فقط. مصر على شفا حرب أهلية. العراق مع اعداد متزايدة من القتلى. طالبان تلاحق افغانستان وتواصل العمليات دون توقف في الباكستان ايضا. سوريا اصبحت المختبر الاكبر للجرائم ضد الانسانية. الكل يقتل الكل. والنزيف يتسرب الى لبنان ايضا.

في نيجيريا يواصل “بوكو حرام” ارتكاب المجازر والصومال لا تكف عن التفكك. واجزاء من اليمين توجد منذ الان تحت سيطرة القاعدة. يمكن لنا أن نواصل.

يوجد المزيد. ولكن الامير السعودي الفيصل، الذي جاء من دولة ماتت فيها طالبة كي لا يعالجها رجال، ابتسم لوزيرة الخارجية الاسرائيلية. نحن يجب أن نذكر انفسا بان العالم ليس دافوس حيث الاغنياء وزعماء العالم يصلون كي يبتسموا ايضا.

فحياتهم جميلة. العالم هو ايضا التطرف المتواصل في العالم الاسلامي. العالم هو ايضا الاف الاوروبيين الذين وصلوا الى سوريا كي ينضموا الى الجهد. العالم هو حمام الدماء والعمليات التي لا يصل معظمها الى النشر في وسائل الاعلام العالمية والاسرائيلية.

كي نذكر انفسنا أين نعيش لا كي نيأس. بل العكس. كي نعرف بان العالم الاسلامي يغرق في مشاكله دون اي صلة باسرائيل او بالفلسطينيين. بقلم: بن – درور يميني معاريف   12/2/2014