في البداية أريد أن ألفت انتباه الرأي العام والوطني عن المشكل الكامن للتفكك الحراك الشبابي وأسبابه. إن التنظيم الحزبي هو الإطار الذي يحدد الشكل الذي يتخذه نشاط الحزب لتحقيق أهدافه، أي انه العلاقة بين النظرية والممارسة وهو الذي 

يحدد مركز العضو بالحزب وكذلك مراكز الهيئات القيادية، ومن هذا المنطلق فان الحراك لم يعط هذه ألأولوية لتنظيمه الحزبي مند نشأته وذالك لكثرت الصراعات ذات المأرب الشخصية التي ولدت معه.

إن نضالي السياسي في الحراك كعضو مناضل وبعد ذالك عضوا في المكتب التنفيذي قرابة السنة استنتجت منه ما يلي:

1-وجود مجموعة أحادية منغلقة علي نفسها باتخاذ القرارات الفردية والمصالح الشخصية واقتناص الفرص واستغلال اطر ومناضلي الحزب لمأربهم الشخصية.

2- وجود اللوبيات الجهوية المتناحرة في ما بينها من جل التموقع داخل النظام و عدم اهتمامها بالتنظيم الحزبي.

3-انشغالها بالبحث عن وظائف وحقائب حكومية نظرا لعلاقات بعضها داخل النظام وبالعمل السياسي العام والمباشر والمفبرك على حساب الحزب ومناضليه من دون علمهم.

4- وجود تيارات مغاضبة، مجمدة وبعضها يحاول إنشاء حزب بديل، علي سبيل المثال (جماعة الوفاق).

5-تعليق بعض الأعضاء أخيرا من طرف المكتب التنفيذي المزعوم من ضمنهم نائبا رئيس الحزب و الأمين العام. رغم كل هذا وذاك دخل الحزب المعركة الانتخابية الأخيرة دون تنظيم، لذالك افتقد مبررات وجوده كحزب ناشئ فصار يسعى إلى الحشد الجماهيري الذي لا وجود له واتخاذ غطاء جديد عن طريق بعض المترشحين المغاضبين من بعض أحزاب ألأغلبية بسمه مما أدي إلي التمرد والتجميد وانسحاب أغلبية المناضلين المؤسسين من المكتب تنفيذي وغيره من الهيئات الحزبية أخيرا. نستخلص من هنا أن الحراك فاقد لشرعيته الحزبية وفاقد الشي لا يعطيهʕ

أولا لأن تلك المجموعة لم تتمكن من تأسيسه منذ البداية ولن يتأسس من جديد علي يد زمرة من المقاضيين والمنسحبين من أحزاب أخري، لعدم ترشحهم للاستحقاقات الأخيرة فبادروا يساومون السماسرة في الحراك لاكتساب مقاعدهم، وبقي أهل الحراك بلا حراك ʕ

إذا كيف بحزب ولعل العبارة قد خانتني، حزب، وأي حزب في الوقت الراهن ʕ

إذ أن أي تنظيم السياسي لا يمثلوه مناضلوه لا برلمانيا ولا محليا لن يكتب له النجاح وكما يقول المثل الفرنسي ( أية رؤية يتبعها عمل يمكن أن تغير العالم)، والحراك فاقد الآية رؤية حتى يتبعها عمل.

ومن هذا المنبر أوجه ندائي إلي كل المستقيلين وأنا علي رأسهم والمنسحبون وأنا علي رأسهم والمجمدين و وأنا علي رأسهم والمطرودين من طرف الجماعة الغير الشرعية وأنا علي رأسهم وحتى المغاضبين المنطويين تحت تأسيس حزب الوفاق، أقول لهم لن يكون هناك وفاق غير الحراك، وان الوقت قد حان لجمع شملهم والتحادهم ونبذ كل أشكال الطائفية والمحسوبية والإقبال علي العمل الجاد والمثمر والبناء في وجه الانتخابات الرئاسية المقبلة لدعم اللا مشروط ومساندة وإنجاح المشروع السياسي ولاجتماعي لصاحب الفخامة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز صاحب الانجازات ألكبري وموطد أسس الديمقراطية في موريتانيا وفي الأخير أشيد بالدور الذي يلعبه تيار إعادة تأسيس الذي يرأسه الإستاذ د: باب ولد مولاي الشريف رئيس لجنة الشؤون القانونية للحراك والذي يقدم رؤية واضحة حول الإصلاح الشامل للمشروع الحزبي للحراك. أرجو من هؤلاء وأولئك التواصل والتلاقي من اجل بلورت رؤية موحدة لبحث الخيارات المتاحة.

مولاي احمد ولد ألغرابي

– عضو المكتب التنفيذي السابق