غزة وصفقة النفط مقابل الدم/ محمد سالم ولد محمد بابا
السبت, 12 يوليو 2014 11:28

النفط مقابل الدم صفقة تفرضها أميركا وتنفذها إسرائيل و نقبلها نحن العرب وبروح رياضية عالية وكأن لسان حالنا يقول:أسكبوا ماشئتم من دمائنا فأرضنا المباركة المعطاة كفيلة بتحويله لكم إلى نفط متى وكيفما شأتم , فلاأرض تعطى ما تعطى أرضنا و لاأمة كذلك تفعل ما تفعل أمتنا.

* لإننا نحن العرب عرفنا بالتسامح والعفو عند العجز وإكرام الضيف سواء كان محتلا

* فنحن سموأل العصر لانقطع النفط ولا العلاقات ,وفاءبالعهود والمواثيق الدولية . نرفض الجمع (بين الأشقاء) والطرح (العقلاني) ونقبل الضرب (لإخواننا فى غزة) والقسمة على 2 إذا دعينا إلى قمة طارئة.

نعفى أنفسنا من العناية بأطفال ونساء غزة لأن ذلك من إختصاص اليونسيف والأنروا. لانسعى لتحرير القدس لإن ذلك منافي لإتفاقيات أوسلو.

ندين عبارات :الجهاد والنصرة والتحرير ,لإنها تنتمى للقاعدة ونحن لاتربطنا أى صلة بالقاعدة (الشعبية).

لانسمح بالإحتجاجات والمظاهرات لإن ذلك يمس الأمن الداخلي. نرفض أي طريقة (مشرفة) لحل القضية الفلسطينية لإن كل الطرق تؤدى إلى روما ( أرض الأحذية....بوش نت فم) ونحن نفضل تلك المؤدية إلى واشنطن.

فيا عجبا لأمتنا ,أمة تقيم الدنيا –ولاتقعدها- لأفلوانزا الطيور ولمهند ونور وتهب عن بكرة أبيها وتنذر بوقوع كارثة إنسانية كلما إرتفع أوإنخفض معدل إنتاج النفط – تلبية لرغبة أميركية ودون طلب مسبق من الأخيرة – فى حين لا تحرك ساكنا إذا ما ارتفعت صادرات إسرائيل من الدم الفلسطيني الذى بات سلعة كمالية تخضع لإنواع التعرفات الجمركية الإسرائيلية,مما يعنى أن الدم الفلسطينى بات أرخص من النفط العربي الذى يوزع مجانا ولا يباع إلا لأميركا ولأميركا فقط وبأسعار رمزية .

فياحبذا لو حرك دم الشهداء فى غزة أسهم الغيرة والنصرة والمآزرة فى ضمائرنا كما يحرك النفط هواجسنا وتطلعاتنا الإقتصادية . وحبذا لو إرتفعت حميتنا للشعب الفلسطيني فى غزة من التجمد إلى الدرجة التى بلغتها فنزويلا وبوليفيا على الأقل .

فياترى هل ماحدث فى غزة هو من قبيل : جاور الماء تعطش. أم هل حري بنا أن نخذل أهل غزة ونترك نصرتهم لفنزويلا وبوليفيا. أم هل يمكن أن نقبل أو نصدق – بحال من الأحوال – أن نكون أقل غيرة على الإسلام والعروبة والإنسانية من تشافيز وموراليس. إذاكان الأمر كذلك فهل هذا يعنى أن جغرافية العالم العربي تغيرت وأصبحت دول مثل فنزويلا وبوليفيا ضمن الخريطة العربية ,أم أنهما فى الأصل دولتين عربيتين قذف بهما تسونامي الخلافات وتباين وجهات النظر العربية إلى الأمريكية الجنوبية وبقيتا وفيتين لقضايا أمتهما ,أم ماذا؟

أم هل تغيرت الأواصر والروابط العرقية والدينية وبات مفهوم الأخوة صفة وراثية –متنحية –لاتظهر إلا فى من لم تلده أمك وربما لايدين بدينك ولاينتمى لقارتك. وهل فقد العرب كل صفاتهم ما عد ا "الخلاف على الإتفاق والإتفاق على الخلاف ".

وهل عجز طبنا عن إستنساخ مواقف فنزويلا وبوليفيا كما عجز عن رأب صدع أمتنا ووقف نزيف جرح غزة ؟

أسئلة عجز لسان العرب و "المحيط " والخليج " عن الإجابة عليها. لكن السؤال الطروح اليوم هو هل يجب أن نقبل بإنضمام بوليفيا وفنزويلا إلى الجامعة العربية لتفعيل دورها أم أن إصابتهما الحتمية بداء فقد المناعة المكتسبة –فى حال إنضمامهما إلى الجامعة العربية – سيحول دون ذلك . فيا أسفى على هذه الأمة وياترحمى على قممها - المجهضة سابقا والموؤدة لاحقا وقواعدها الشاذة – كما ترحمى على أرواح شهدائنا فى غزة من أطفال ورجال ونساء وتمنياتى لكل جرحانا – ضميرا ونخوة ونصرة ودعما وتعاطفا – بقرب وصول سيارة إسعاف لنقلهم لتلقى العلاج فى فنزويلا وبوليفيا.

فيديو 28 نوفمبر

البحث