قصة اختطاف فتاة «أردنية» من أحضان «الدولة الإسلامية»… |
الأحد, 22 نوفمبر 2015 09:08 |
تظهر قصة فتاة أردنية جذبها الجناح النسائي في تنظيم «الدولة» جانبا مخفيا من الصراع المعلوماتي والسياسي والأمني بين الحكومة الأردنية وتنظيم «الدولة الإسلامية» خصوصا وان عمان بذلت الكثير من الجهد لاختطاف الفتاة من أحضان التنظيم وفي اللحظة المناسبة بعدما كانت اسطنبول مسرحا لهذه العملية.
الفتاة تنتمي إلى إحدى العشائر المعروفة في مدينة الكرك جنوبي البلاد وعمرها 25 عاما وتعمل في محل متخصص في الاكسسوارات وحصلت على مساندة لوجستية من داخل مدينة الكرك حتى تتمكن من السفر إلى اسطنبول كما علمت «القدس العربي». المفارقة الأبرز في عملية استقطاب الفتاة تمثلت في انها تقيم في مدينة الكرك وهي نفسها المدينة التي تستقر في مشاعر أولادها ميول الثأر والانتقام بعد إعدام وحرق الطيار معاذ الكساسبة بطريقة بشعة ألهبت المشاعر العام الماضي. بالنسبة لعادات عشائر الكرك لا تسافر الفتيات منفردات تحت أي ظرف..رغم ذلك تمكنت امرأة مجهولة من التواصل مع الفتاة الضحية عبر تقنية اتصال متطورة جدا تدعى «تيللغرام» والحديث الأول حسب المعطيات التي اطلعت «القدس العربي» عليها بين الفتاة و«الداعشية» المجهولة تمثل في نقاش حول مبررات إعدام الكساسبة حرقا.«الداعشية» الغامضة تمكنت في النقاش الأول من اقناع الفتاة الكركية ان الكساسبة حضر بطائرته وقتل مسلمين أبرياء لصالح النظام الأردني. لاحقا رصدت نقاشات متعددة بين الفتاتين وبدأت تظهر في عبارات الفتاة الكركية المصطلحات التي تستخدمها أدبيات تنظيم الدولة مثل دولة الإسلام وبلاد الكفر حتى اقتنعت الفتاة بمغادرة الكرك والالتحاق بالدولة الإسلامية بهدف الدخول للجنة والجهاد. عند التحقيق معها أولا في تركيا من قبل السلطات التركية أفادت بأنها قررت تلبية الدعوة التي وجهت لها من تنظيم الدول» على أساس ان في استطاعتها تقديم الكثير من المهارات والأعمال لمساعدة الجهاد في سبيل الله. قيل للفتاة عبر تقنية اتصال غير مراقبة أن امرأة منقبة ستقابلها في أحد شوارع قرية مؤتة في الكرك وستعطيها تذكرة سفر ورقم هاتف تركي وبعض المال حتى تتمكن من المغادرة. فعلا نفذت الفتاة الأمر ولم تبلغ أهلها وذهبت للعاصمة عمان ثم للمطار وتمكنت من العبور في إتجاه رحلة منظمة إلى اسطنبول. الكشف عن الخيط الأول بخصوص توجه الفتاة الأردنية إلى تركيا واحتمالات الانضمام إلى تنظيم الدولة ظهر عندما فقدت الفتاة بالصدفة إحدى حقائبها في مطار عمان الدولي فاتصلت سلطات المطار برقم هاتف موجود في الحقيبة مع عائلة الفتاة للابلاغ عن فقدانها للحقيبة وليس لأي سبب آخر. والد الفتاة نفى سفر ابنته قبل ان تتبين الحقيقة وتبدأ السلطات الأمنية بالشك والإجراءات الأولى في متابعة الفتاة التي وصلت فعلا إلى اسطنبول وقابلت شخصا سوريا بعلم ومراقبة السلطات التركية والأردنية وأودعت للنوم في أحد الفنادق باسطنبول قبل ان تبدأ عمان الخطوات الرسمية لاستعادة الفتاة. طلب من سلطات اسطنبول تأمين الفتاة بالحراسة في الليلة التالية وتم نقلها إلى عمان بعلم وزارة الخارجية الأردنية التي تابعت الموضوع من البداية.استنتاجات سلطات عمان الأمنية ان الفتاة حظيت بمساعدة لوجستية ومادية لتأمين سفرها بدون علم أهلها في مدينة الكرك مما يؤشر على وجود نشاط وخلايا تتبع تنظيم الدولة أو تتعاون معها في هذه المدينة. الاستخلاص الثاني يؤشر إلى وجود جناح نسائي في تنظيم الدولة من الواضح ان ثمة من يمثله في الأردن وظيفته استقطاب الفتيات للالتحاق بدولة الخلافة خصوصا وان الفتاة الكركية أقرت بافادتها بالتفاصيل وبانها خططت للالتحاق بدولة الخلافة وهو ما حصل فعلا قبل تمكن السلطات الأردنية من اختطافها قبل المرحلة الأخيرة من عملية تجنيدها. مصادر عدة تؤكد ان عشرات الأردنيين عبروا فعلا وانضموا إلى تنظيم الدولة عبر اسطنبول وسلطات عمان تشك ان الجانب التركي لا يبذل الجهد الكافي للتعاون في منع أو ملاحقة أو رصد مثل هذه الكوادر التي تلتحق بتنظيم الدولة. ووفقا لتقارير رسمية أردنية تمت فعلا خلال العام الماضي إعادة ثلاثة أردنيين على الأقل من فئة الشباب فيما تمكن العشرات من الالتحاق بالتنظيم ولا توجد سجلات إحصاء رسمية ترصد جميع التفاصيل بينما ما زال القصور يحيط عملية المتابعة يعترضها القصور خـــصـوصا عند الســفر إلى اسطنبول من عمان.البحث يتواصل في عمان على هذا الأساس عن آليات رصد وتتبع جديدة تحصر أو تخفف من عدد الأردنيين الشباب الذين يغريهم الجهاد ويبحثون عن الجنة على حد تعبير النائب أحمد ضلاعين خصوصا بعد الكشف في الأسابيع الأخيرة عن شابين أردنيين يدرسان الطب في مصر وأوكرانيا لم يقفا عند حدود الانضمام للتنظيم بل نفذا أيضا عمليات انتحارية لصالحه. الأردنيون في المستوى الرسمي والدبلوماسي يشتكون من ان الممرات لدولة الخلافة تتم على الأرجح ودوما عبر اسطنبول التي لا تظهر الاهتمام الجدي في التعاون مع عمليات الرصد ومنع السفر والمراقبة المطلوبة فيما تقول الحكومة التركية ان الأطراف الأخرى لا تزودها بالمعلومات ولا تتعاون معها فيما لا تملك الحق بمراقبة كل مسافر سواء حضر من الأردن أو غيره من الدول. الجديد خلف الأقنية لا يقف عند جذب أردنيين وأردنيات لصالح الإرهاب حيث لا توجد إحصاءات دقيقة وحاسمة عن حالات جذب لأردنيين لم تكشف بعد، بل المستجد هو رصد أردنيين يحملون جوازات سفر مؤقتة بمعنى انهم فلسطينيون يحملون وثيقة أردنية يزورون تركيا ويحاولون الالتحاق بموجات اللاجئين السوريين لجنوب أوروبا وتلك بطبيعة الحال قصة أخرى. القدس العربي |