هل قُلتم "أنصار الرسول"؟ |
الأحد, 16 فبراير 2014 20:18 |
نحن نعرفُ شيئاً عن المساجد في رُبعنا المحلي. وصحيحٌ أن هذه المساجد تَضاعفت وتشَعّبت مؤخراً في تقاليد ومذاهب وتمويل متباين، بحيث ُ أنها لم تعد تجمعُ المسلمين، بل أصبحت تُفرّقهم، فللقبائل مساجدها، وللمتصوفة مساجدهم وللسلفيين مساجدهم وللإسلام السياسي مساجده، وللمتولين مساجدهم. وأحياناً يؤدي الخطأ في العنوان إلى معارك ومناوشات وانسحابات. بعض هذه المساجد يَقوم بالذكر الجماعي وبعضها يرفض ذكر الله بغير الشكل الأرثودوكسي (الصلاة)؛ بعضها أوكارٌ للتعبئة السياسية؛ على بعضها يقوم حاجب ينخس الناس ويهذبهم ويسوي صفوفهم. وفي هذه المساجد حروبٌ لا يَعلم بموضوعها الأصلي إلاّ الله غير أنها تستأنس بالخلافات حول شرعيّة السدل والقبض والبسط والجهر بالدعاء والتوسل بالأنبياء أو التنحنح والكح والعطاس وتبعيد الرجلين والجهر بالتأمين وغيرها. وما بين الثمانينيات إلى اليوم أدّى المال الوهابي إلى تضاعف المساجد عشرة أضعاف. ولكن الممارسات التعبدية تمايزت، واليوم كُلّ أحد كافر في نظر أحدٍ آخر. ومع ازدهار التكفير لأغراض سياسية تمّ نقل نقاش التكفير من مجاله الطقوسي الأصلي إلى مجاله السياسي. ولكن المساجد (النواكشوطية على الأقل)، التي تختلف في كل شيئ حتى توقيت الصلاة، اتفقت على أنها لم تستطع النجاة من الممارسات النفاقية التي ]اتي بها إليه ثلة من الأقوام. وهؤلاء الشرذمة ليسوا منافقين بالرأي، بل بالممارسة. إنهم يأتون للصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر، بينما هدفهم الحقيقي هو السرقة: سرقة الأحذية الجيّدة واستبدالها بأحذيتهم الباليّة. وبفعل هذه العملية المزدهرة يزدهر سوق الأحذية في العاصمة. ولا يوجد عاقل يترك حذاءه أمام باب المسجد فهو يعلم أن المصلين ليسوا كلهم مصلين. -------------------- من صفحة الأستاذ عباس ولد ابرهام |