اتجوسيس |
الجمعة, 26 ديسمبر 2014 14:55 |
28 نوفمبر- فيسبوكيات في كل دولة متقدمة توجد وكالة استخبارات توليها الحكومة أهمية قصوى وربما استأثر هذا القطاع بالنخبة في جميع المجالات ففيه من كل التخصصات و الاهتمامات و المواهب و تصرف الدول ميزانيات طائلة من أجل تطوير هذا الجهاز الأساسي و البالغ الحساسية.
إن عمل أجهزة كهذه في تلك البلدان مسخر لخدمة الأوطان و مصالحها العليا و أمنها القومي فتراهم يعدون تقارير لا تنشر إلا بعد عقود عن تصورهم و رؤيتهم للواقع و ما ينصحون به من خطوات .. تتوالى نجاحاتهم .... وربما أخفقوا إذ العمل البشري محل النقصان لكنهم لا يدخرون جهدا ويعملون دون كلل أو ملل فهم جنود أوفياء لشعوبهم سعداء باختيارهم مرتاحو الضمير لا حق لأي كان في لومهم على أن بذلوا ما أوتوه من طاقة في سبيل اطمئنان بلدانهم .. هذا هو الحال عندهم فما الحال عندنا؟ لا يمكن الحصول على فكرة واضحة في هذه المسألة دون جرد لتاريخ صحرائنا و دون أن نوغل في التفاصيل التي لا شك أن من بينكم من هو أدرى بها . يمكنني القول إن هذه الحرفة ظلت محصورة في مهام محدودة رمزية خلال الأزمات بين إمارات بني حسان كاختطاف فرس أو طبل أو نحو ذلك .. لكن ضربا غير ذي بال ولا هدف سام في الغالب هو ‘' اتجوسيس '' أو '' اتمكريظ '' من (الكرظه وهي الوشاية) ظل حاضرا إلى أيامنا هذه . تطورت التكنولوجيا و أقمنا دولة لكننا للأسف لم نغير كثيرا من عقلياتنا و لم نفهم حقوقنا و لا واجباتنا .. فترى الساعي إلى حظوة لدى أهل المخزن لا يعتقد أن ذلك ممكن دون تقديم القرابين من إخوته في الدين و الوطن .. يبحر أحدهم في عالم الفيس هذا حتى إذا رأى شاعرا غاضبا لحال الناس منفطرا قلبه عليهم أسرع بالنقل و لو تريث لعلم أن ما نقله ليس محرما في الدين و لا القانون و ما من مكسب سيجنيه من ذلك سوى عار الدنيا أما الأخرى فعفو ربه واسع خاصة إذا سامحه المنقول عنه تشنيعا و تضخيما لرأي ترك صاحبه لأهل الأحزاب أحزابهم و لأرباب المصالح مصالحهم و اكتفى بحب الأرض و أهلها . تمنيت لو أن كفاءة أولئك كانت إيجابية بحيث يعتقل صاحب ذلك المقال المسيئ سويعة بعد نشره لأن لدينا جهازا يفقه و يتابع بقصد المصلحة و لو حدث ذلك لكفى أمة لا إله إلا الله في هذه الديار مؤونة كثير من الجهد و العمل المضني حتى تضمن نيل الجاني عقابه .. تمنيت لو أن كفاءة أولئك كانت إيجابية فلو كانت كذلك لتابعت عصابات الإجرام و فككتها الواحدة تلو الأخرى و لأنقذت كثيرا من الأبرياء لفظوا أنفاسهم و لا يدرون بأي ذنب قتلوا . تمنيتهم واعين وطنيين ولاءهم للوطن يسهرون من أجله و يعملون على أمنه و تأمينه . في عالم مارك تعرفهم بلحن القول و أسمائهم و إشاراتهم و تلونهم و ظهورهم المفاجئ الغريب و اختفائهم المريب و حملاتهم المسعورة على الظالم و المظلوم ليخلطوا على الناس تلبيسا كتلبيس إبليس .. إنهم ماهرون في اللعب بالجميع و توجيه الرأي العام أنى شاءوا .. إنهم لا يستحون و وجوههم من ''تنكرده'' .. هداهم الله و صرفهم إلى ما ينفع الناس لا إلى الإضرار بالمسلمين .. --------------- من صفحة الأستاذ الشيخ ولد بلعمش على الفيس بوك |