القوات الفرنسية تطمأن سكان شرق” تنبتكو”.. وشبح عودة الجيش المالي يطاردهم
الأحد, 27 أكتوبر 2013 00:54

القوات الفرنسية ضمن عملية سيرفال قامت القوات الفرنسية في غضون الأيام الماضية بحملة تمشيط واسعة وغير مسبوقة منذ دخولها إلى الأراضي الأزوادية تحت ذريعة مكافحة “الإرهاب”

وكانت البلدات ووتجمعات البدو الرحل الواقعة شرق مدينة تنبكتو مثل ( زرهو _ وبئر آتلك _ وإيغشر )  وغيرها والتي تنتشر فيها قبيلة كلنصر مسرحا لعملية التمشيط تلك.

“الحدث الآزوادي” استطلع رأي السكان عن تعامل القوات الفرنسية معهم خلال هذه الحملة وعن الهدف الفعلي منها

للوهلة الأولى يبدي بعض من حاولنا إجراء لقاءات معهم قدرا من التخوف من الإدلاء بأية معلومات، وبالسؤال عن السبب كانت الإجابة هي الخوف من الملاحقة مستقبلا سواء من طرف القوات المالية التي لا تخفي تربصها بالسكان، أو من طرف القوات الفرنسية نفسها، وبعد محاولات عدة استطعنا الحصول على أجوبة ألقت الضوء على المهمة الفرنسية المباغتة

أحمدو أق محمد  بدأ حديثه لنا وهو يشير بطرف الغصن الذي يتخذه سواكا إلى الجهة الغربية قائلا: من هنا من تلك الناحية أقبلت علينا القوات الفرنسية، وكان صوت آلياتها قد سبقها إلينا، وما أن بدأت بالظهور في الأفق حتى أخذ الخوف والرعب يدب في سكان القرية، وسادت حالة من الفوضى وما هي إلا لحظات حتى وصل الفرنسيون الذين كانوا قد استقدموا معهم مترجما تسهيلا لمهمتهم، وكان لوجود هذا المترجم دوره في بث قدر من الطمأنينة إلى السكان فهو شخص معروف، ويستبعد أن يكون قدم مع الفرنسيين في أمر يلحق الأذى بهم.. بدأ الضباط الفرنسيون بما يشبه الاستفسار عن الحالة الأمنية لأهل القرية وما إذا كان هناك ما يثير مخاوفهم أو يتعرض لهم بسوء عندها والحديث لأحمدو تراجعت حالة التحفز والترقب التي كنا عليها وبدأ الحديث مع الضابط يأخذ منحًا أكثر إيجابية، وظهر من حديثه أنهم قادمون لطمأنة السكان، والتأكد من الحالة الأمنية، وعدم وجود خطر يهدد حياة الأهالي، أو يؤثر على حياتهم اليومية.

أما المصطفى أق همّا والذي لم تختلف روايته عن أحمدو غير أنه أضاف أمراً شديد الأهمية وهو التأكيد على أن الخطر الأكبر الذي يخشاه سكان هذه القرى وغيرها  هو العودة المتوقعة للجيش المالي، والذي لن يتورع عن ممارسة أعماله الانتقامية ضد العزل خاصة مع غياب الرقابة الفرنسية، وانعدام الوازع الأخلاقي وروح المسؤولية وهذا ما تمّ توضيحه بجلاء للقوات الفرنسية.

وبسؤالنا لـ الحسن أق أبوبكر عمّا إذا كان الفرنسيون قد قاموا باعتقال أحد أو بتفتيش البيوت أو التعرض بسوء لأحد من السكان نفى الحسن حدوث أي من ذلك، وأوضح بأن أسألتهم كان تتمحور حول وجود أسلحة أو ذخيرة وكانوا يكتفون بالإجابة التي يحصلون عليها من السكان دون مباشرة تفتيش للتأكد من صحتها.

وحول ما إذا كانوا قد سألوا عن أحد بعينه قال الحسن بلهجة صارمة: الفرنسيون هذه المرة قدموا لتبديد مخاوف السكان، وكانوا يستمعون لكلامهم باهتمام ظاهر.

الجدير بالذكر أن القوات الفرنسية قد قامت بهذه العملية في أعقاب نشاط ملحوظ  للجماعات الجهادية، وقيامها بعدد من العمليات الانتحارية، والتي تستهدف القوات الفرنسية والإفريقية المتواجدة في شمال مالي الأمر الذي رجح بأن تسفر تلك العملية عن حملات اعتقالات واسعة كما كان يحدث سابقا.