عجزت معظم الأدبيات والتصورات التي سعت لتخليق الممارسة السياسة، سواء من الجانب الإصلاحي التقليدي أو من الجانب الحداثي التجديدي .. عجزت عن وضع ضوابط لإدارة الخلاف السياسي، تهذب الفعل السياسي في حال الخلاف والصراع .
إن حساسية الأفراد تجاه قادتهم ومواقفهم الإنفعالية تبقى ــ للأسف ــ محكومة بثقافة العصبية الصراعية وشعر الفخر والحماسة، وصلب المخالفين على مشانق الحروف قبل مشانق السياسة .
إنها أزمة بنيوية في الممارسة السياسية، محليا، و في الوطن العربي بشكل عام.
إننا نذكر دون شك النخبة السياسية التي أفرز المشهد المصري بعد سقوط نظام مبارك، وأصطلح على تسميتهم في مصر ببلطجية السياسة أو بالأوغاد ــ توفيق عكاشة وشلته ــ ومعظمهم وافد على السياسة من المجال الاعلامي.
البلطجية السياسية تتمدد، وتنتقل من كونها مجرد إفراز لحدث ثوري عارم عرفته مصر، إلى سلوك يحكم أفعال المغمورين والساعين للتكسب والوصول من خلال السياسة، وممارستها مجردة معزولة من كل قيمة، إنه الأمر الذ يؤكد على فشل كل محاولات تخليق الممارسة السياسة .
------------------
من صفحة الأستاذ محمد المختار احمدناه على الفيس بوك