اكتسحت أمواج من الشابات والشبان مدينة انواكشوط وهدفهم المعلن هو دراسة اللغة العربية أوعلى الأصح الحسّانية ويتكلمونها بطلاقة وكل مجموعة تؤجر شقة أوبيتا من منزل يجوبون البلاد طولا وعرضا بإسم السياحة ويتقنون فنَّ الإختلاط بالناس حيث يمتازون بسرعة التعارف حتى إذا لقيهم الشخص يظن أنهم يعرفونه منذ زمن طويل ، يلقبون أنفسهم بأسماء عربية يدّعون أنهم طلّاب جامعيين فى كوريا وأن عطلهم الصيفية تبدأ فى هذه الفترة وتطول لشهورـ يتوزّعون على المهام كل أسبوع تسافر مجموعة أو مجموعات إلى الداخل والمجموعات المتبقية تستيقظ باكرا لتتوزّع (على شكل فردين، فردين) فى الأسواق والجامعات، صالونات الحلاقة والأماكن العمومية وإذا ماتعرفوا على شخص فى حي ما يذهبون معه لمعرفة مكان سكنه ليداوموا على زيارته وأحيانا تزوره مجموعة لم يتعرّف عليها تعرف الإسم مسبقا وكأنها تعرفه من قبل؛ هذا ما حصل مع أحد أفراد الأسرة تعرفت على إثنتين منهم وبعد زيارتهم لنا سافرتا لأيّام للدّاخل ثم أعطوا المعلومات(الأسماء) لأخريات ليقمن بزيارتنا وبعد ذلك وجدوا شقة للإيجار بجانبنا فأجوروها، وانتقلت مجموعة منهم لتجاورناـ لايضيعون الوقت يقضون جلّه خارج البيت وعند العودة يجتمعون لتأدية أغاني دينية وابتهالات كما يبدأون يومهم بها ويكثرون منها فى يوم الأحد، طريقتهم فى التبشير حذرة ومحترفة وغير مباشرة لا يستهدفون الكبار، معي مثلا يعلنون أنهم مسيحيات وأحيانا يقولون أنهم صائمات عند ما يعرض عليهم أكل يجيبون أنهم بسبب الصوم لا يسمح لهم دينهم بالأكل ولكن يسمح لهم بشرب الماء! ويتجنبون نقاش الأمور الدينية معي ولكن حين لا أكون حاضرة يستهدفون البنات بالطريقة التّالية: يطلبون منهم قراءة مقطع أوفقرة مكتوبة فى أجهزتهم التلفونية تتحدث عن المسيحية ويطلبون شرحها، ولمّا انتبهت إحدى البنات أن المعنى غير معهود سألتها أين وجدت هذا؟ فأجابتها فى الإنترنت أريدك أن تساعدني بشرحه! ولاحظنا اليوم أنهم بدأوا بإرتداء الملحفة والدرّاعة ، و لاحظنا أيضا عدم إهتمامهم بالعنصر ألغير عربي، كما أن بعضهم قال لي أنها زيارتهم الرّابعة لموريتانيا ومنهم من زارها للمرة الثانية ومنهم من زيارته الأولى لها، وبعضهم يتحدّث الدّارجية المغربية وسبق له أن زار المغرب، وجدير بالذكر أن ليس لهم دخل مادّي فى موريتانيا( لا وظيفة لهم ولا يبحثون عنها) ومصادر تمويلهم خارجية ربما من الكنيسة!
و المفارقة أنه فى الوقت الذى يُضيَّق فيه على التنظيمات الدعوية الإسلامية يطلق العنان للمنظمات التنصيرية والتبشيرية! وكأننا لسنا فى الجمهورية الإسلامية المورتانيةـ
------------
من صفحة الأستاذة خديجة بنت سيدنا على الفيس بوك