إلى الأهل في الحوض، يؤسفني – بين يدي الزيارة التي يراد لكم الفرح بها – أن أسطر لكم الملاحظات التالية، التي لا تخدم بالضرورة ما يراد لكم أن تشعروا به تجاهها:
- 1 –
آلمتني "صورة" الشيخ العطش، التي تشكل أبرز ناظم لأغلب قرى وبوادي المنطقة، وأعادت لي مشاهد عديدة، تبدأ بالطفل المنتظر لدوره عند البئر، ولا تنتهي بالشيخ الحامل لآلة وضوئه بحثا عن قطرة ماء تخفف وطأة العطش، ووقع حر شهر مايو.
- 2 –
حاولت فهم "الابتسامة " التي قابل بها أحد الزعماء السياسيين بعض الشخصيات المحسوبة عليكم، كانت الدلالة المسيطرة عليها هي "الاستهزاء، والاحتقار"، أدرك أنكم لو فهمتموها على حقيقتها لم سكتم عليها لحظة، لكن بعض ممثليكم سكتوا عليها رغم فهمهم لها على حقيقتها، وخانوا تمثيلكم حين تخلوا عن إبائهم بمقابل تافه، بل بدون مقابل، ولا أدري أيهما أسوأ.
- 3 –
تابعت جانبا من الاجتماعات التي بدأت تنعقد هنا وهناك، والتي تسعى لهدف وحيد، هو الحشد، ثم الحشد للقاء الرئيس، وحين يتاح لكم الحديث معه، سيكون طلبكم – كما عبؤوكم في لقاءاتهم المغلقة في منازل تفرغ زينة - هو استهداف خصم الشخص الذي استدعاكم للحضور، ستتحرج مطالبكم أولوياتكم لتحل محلها رغباته الشخصية، ومساعيه للتفرد بتمثيل "الخزان الانتخابي" الأبرز في البلاد، هكذا ينظرون لكم..
مع انتهاء الزيارة، سيغادرون المنطقة، ولن تتاح لكم فرصة لرؤيتهم إلا إذا كان عبر التلفاز، حتى موعد زيارة أخرى لتعاودوا رحلتكم "السيزيفية".
- 4 –
ألم تلاحظوا حجم الغرابة – بل والهزلية - في تدشين مصنع للألبان في شهر مايو، والقطعان تسابق الزمن لاجتياز الحدود الجنوبية، وقد جفت الضروع، وغارت المياه، والتجربة أثبتت أن انتظار الأعلاف يعني فقدان جزء معتبر من ثروتكم، بل عماد حياتكم.. دون حتى شعور بالأسف منهم أو نطقه حتى ولو لم يشعروا به!
الطريف في الأمر أنهم لم يكتفوا بخداعكم، وإن خادعوا أنفسهم أيضا حين قرروا استبدال اللبن بالماء في أولى شحناته.
ولا تقل غرابة تدشين "مزرعة" في انبكيت الأحواش – في شهر مايو – عن غرابة تدشين مصنع اللبن.
- 5 –
لو كانوا يريدون مصلحتكم، لما حشروا ضحى في صعيد واحد، تحت لفيح شمس مايو، ولكان مشروع "اظهر" التي ظل ثابتة أحاديث الأنظمة المتعاقبة قد انطلق من زمان، ولوفرت لكم رحلة – ولو واحد للموريتانية للطيران – لنقل مرضاكم، ومسنيكم، أو وفرت مدارس امتياز، أو ثانويات مكتملة، ولم لا، جامعات ومعاهد، تتيح لأبنائكم إكمال دراستهم دون هجرة الألف ميل!
أقاوم الإطالة وأخشاها، لذاك سأتوقف عند هذا الحد..
-------------
من صفحة الأستاذ الهيبة ولد الشيخ سيداتى على الفيس بوك