على التواصل مع الشباب، وإشراكهم في المسيرة التنموية للبلد فهم الطاقة والثروة التي يجب أن يتم الاستثمار فيها لبناء وتنمية البلدان فكل البلدان الناجحة لم تنجح إلا بالإستثمار في الإنسان والشباب هم الوقود لأي تنمية ناجحة.
لقد شكل خطاب النعمه محطة مفصلية حيث لم يخفي الرئيس تعلقه بالشباب الذي يريد منه تحمل المسؤولية حيث لا يزال الرئيس محمد ولد عبد العزيز يرسل الرسائل الإجابية باتجاه الشباب رغم المحاولات المستميته للبعض للإلتفاف على هذه الإرادة القوية للسيد الرئيس، التي تدفع سفينة المعروف و صرف المال في خدمة المواطنين أو التخفيف عنهم في مجالات الصحة والتعليم والطرق واختراع طرق جديدة للتواصل والتقرب من المواطنين والتواصل معهم على قرار فكرة لقاء الشعب الكبيرة والرائدة والغير مسبوقه رغم ما شاب تنظيمها حيث عمل بعض إحتكار مسألة الاتصال أو التواصل والمشاركة المباشر أو الغير مباشر عبر لقاء الشعب، كما يقول آخرون أن لقاء الشعب كان مختطفا من قبل بعض المتزلفين الذين ليسوا كلهم بالضرورة يحرصون على سلامة البلد أو يخلصون النصح لكم أكثر من حرصهم على جيوبهم واستنزاف أموال الدولة وكثير منهم كان أقرب هو لأن يكون سوسة تأكل في جسم الوطن وخيراته حتى بعضهم في الحملات الانتخابية الأخيرة- البلدية والتشريعية والرئاسية- في بعض الدوائر وبشهادات بعض المناضلين فقد شوهد بعض كبار الأطر من الحزب يساندون أحزاب منافسة للحزب وهم ببساطتهم وقعوا في ورطة فكيف يفهمون أو يفسرون عمل أطر الحزب وقياداته ضد الحزب..
وبعض هؤلاء سجل شكوى بالموضوع لكن دون جدوى مما جعلهم يشعرون بعدم الثقة وشوشت أفكارهم وأخشى أن يفقد الحزب هذه القاعدة الشعبية الواسعة من البسطاء التي كانت سر نجاح الرئيس حين أعلن انحيازه وتبنيه لحل مشاكل الفقراء وإحساسه بمعاناتهم ووضع برنامجه الانتخابي الذي حاز على تزكية أغلب الموريتانيين وأسر قلوبهم حتى تعلقوا بشخص الرئيس، وعولوا عليه الكثير في رفع الظلم عنهم ونشر العدالة بينهم ولقد عمل الرئيس جهودا جبارة في جميع المجالات من طرق وصحة وتعليم وأمن يجب أن نتذكرها ونشكرها لكن ليست كافية ويجب تدعيمها بما يساهم في جعل المواطن الموريتاني يشعر أنه محل اهتمام من الدولة وأنها تسهر على مصلحته وأمنه وراحته...
فكل المواطنين في البلدان المجاورة والعالم من حولنا يشعرون بذلك الشعور ونحن لسنا أقل منهم والمواطن الموريتاني لديه عقل وفكر وذكاء لا يجب أن يضيع فالدول تستثمر في الإنسان وهو الثروة الحقيقية للبلدان وهو أداة البناء والغاية منه والوسيلة لتحقيقه.
وهي فلسفة اعتمدها رئيس الجمهورية حيث عمل على تحويل البلد إلى ورشات بناء وتنمية وماكنة تتحرك من أجل غد مشرق.
إلا أن هذه الماكنة رغم كونها تسير بخطوات ثابتة إلا أن الطريق أمامها طويله وشاقة، هذه لطريق التي بدأت من إعادة تأهيل الأحياء العشوائية التي مازال بعضها يعيش مأساة حقيقة لا يجب أن يقف عند توزيع قطع أرضية ليس بها سكن ولا ماء بل يجب أن يتم تمويل مشروع طموح وهو بناء أبراج وعمارات سكنية مجهزة بصرف صحي ومياه وكهرباء يتم جمع فيها مجموعة أسر واعتماد السكن الجماعي والعمودي بدل تمدد المدينة بالبناء الأفقي الذي يشتت جهود الدولة ويكلفها كثيرا كما أنه يجب تفعيل دور الشرطة والقضاء على كل ما يعكر صفو الأمن العام بإعادة الاعتبار برجل الأمن وتجهيزه وزيادة الأجر وتحسين من ظروفه المادية وعدم التساهل في معاقبة من يخالف القانون وكذلك وضع خطة أمنية موازية لنقاط التفتيش معززة برجال أمن بلباس مدني ونشرهم في كل مكان لمراقبة الأمن وتفعيل دور الأمن في الوقاية بدل العلاج.
فبقدر ما حققت نجاحات على المستوى الخارجي يجب أن تكون هناك سكينة وأمن لكي تصان الجهود بفرض جو الأمن والسكينة على المستوى الداخلي.
فالأمن هو ضمان للتنمية وصيانة لها والأمن أولا ولذلك تعمل جميع الدول على ضمان الأمن قبل التنمية وهذا ما نحسه من خلال بعض الإجراءات كاستحداث جهاز أمني جديد هو التجمع العام لأمن الطرق يجب أن يكون هناك تفعيل لمعنى وفكرة مجلس الأمن القومي فهذا الجهاز في جميع دول العالم يشغل مكان مهما في اهتمامات الدول والحكومات فهو جهاز يحرص على ضمان أمن وشفافية ويحظى أفراده بعقيدة عسكرية خاصة مشبعة بالوطنية ونكران الذات في سبيل التضحية وخدمة الوطن فرجال الأمن يجب أن يتلقوا تكوينا يجعلهم لا يشعرون بالولاء والانتماء لغير الوطن ...
وأبناء الوطن لا يتأخرون في تلبية نداء الوطن والواجب ومستعدون دائما لتقديم التضحية لأجل وطنهم ولا يشعرون بأي انتماء أكبر من انتمائهم لوطنهم فكل انتماء قبلي أو عشائري لا يجب أن يرقى لمستوى انتمائهم وولائهم لوطنهم.
على مستوى السياسة الخارجية، بفضل الله ثم السياسة الخارجية الحكيمة لرئيس الجمهورية، أصبحت موريتانيا اليوم لها مكانة بين الدول الكبرى وأصبحت محل تقدير واحترام من الجميع ويطرقون أبوابها لحل مشاكلهم والوساطة في حلها كما هو الحال في أزمة ساحل العاج وليبيا وغيرها وبرؤية استيراتيجية عميقة، قام رئيس الجمهورية بإرساء سياسة دفاعية وأمنية حكيمة كان أحد ركائزها بناء جيش قوي ومجهز بمختلف اللوازم والمعدات الضرورية لأن يكون على قدر التحديات.
وعلى المستوى الأمني فقد كان على رأس أولوياته بناء استيراتيجية أمنية في مجال محاربة الإرهاب مكنت من إبعاد الخطر الإرهابي الذي استفحل على حدودنا مع الجارة مالي وبفضل نجاح هذه الاستيراتيجية أصبحت موريتانيا محل احترام وتقدير من العدو قبل الصديق وتهافتت كل الدول العظمى لطلب الاستشارة والاستفادة من تجربتنا في هذا الملف ولكن كل استيراتيجية أو خطة أمنية وضعت يجب أن يوضع لها خطة لصيانتها وتعزيزها لأن تحديات التي تواجه البلد في مجال الأمن كبيرة وبفعل تعقيد الجرائم المنظمة والعابرة للحدود وطبيعتها الغير تقليدية فإنه يجب أن ينتبه لضرورة الحرص على التكوين والدورات في مجال الأمن والاستخبارات لأن هذه الخطط المتبعة إن ترفق بمسايرة للتطور الحاصل في الجرائم وطبيعتها سيتجاوزها الزمن ، وكل هذه الأشياء إنجازات يجب صيانتها بمحاربة التزلف ونشر مبادئ الوطنية ونكران الذات والعمل على حماية هذه المكاسب التي هي ثروة حقيقية للبلاد وللأجيال وليست لشخص الرئيس رغم أنه هو من بذرها وعززها بفضل روحه الوطنية وإحساسه بالمسؤولية ووطنية القادة والجنود في القوات المسلحة الذين لم يتأخروا في تلبية نداء الواجب والوطن ولم تشوش عليهم دعوات التشكيك التي أطلقها بعض القادة السياسيين في المعارضة باتهامهم لموريتانيا بأنها تقود حرب بالوكالة وهو ما لا يمكن تفسيره ولا فهمه وخاصة أنه صدر عن شخصيات معارضة للنظام وتتهمه بالفساد بما يعني أنها تدعي الوطنية والسعي لخير البلاد والعباد لكن تصريحات من ذلك النوع حرقت تلك الشخصيات سياسيا وعرتها أمام الشعب وفقدت آخر أوراقها بما وقعت فيه من انقسام قبل الانتخابات ووقعت في تخوين بعضها البعض وحرقت أكثر بمقاطعتها لتلك الانتخابات فكانت غبية في قرارها ذلك مما ترك الساحة مقسومة بين النظام وحزب تواصل وبعض أحزاب المعاهدة الذين كانوا أكثر ذكاء بقرارهم المشاركة بالانتخابات والآن يأتي تحدي الدخول في الحوار السياسي وإذا رفضت هذه الأحزاب الدخول في الحوار وآثارت حلم "الربيع العربي" فستكون هذه الأحزاب بوضع لا تحسد عليه وقد تخسر هذه المرة مكانتها السياسية إذا قاطعت الحوار الذي قد يفضي بدوره إلى إنتخابات بلدية وتشريعية وربما رئاسية وإذا عجزت هذه الأحزاب المعارضة عن إقناع قواعدها الشعبية بمقاطعة الانتخابات المنتظرة فستكون بذلك انتحرت سياسيا.
وسيكون من الذكاء السياسي أن تعمل القيادة الحكيمة باستثمار العلاقة الطيبة بينها وبين المواطنين الذين ما زالوا يضعون ثقتهم فيها ويطمحون في أن تحقق آمالهم في الرقي والتحضر وأن تعزز هذه المكاسب بتوطيد وتعزيز العلاقة بين القمة والقاعدة وقطع الطريق أمام المشككين والمشوشين والعمل على ترجمة الكلام بالأفعال والإنجازات قبل الوعود...
وفي الأخير على الجميع أن يثمن هذه المكاسب ويعمل على صيانتها، وأن يشد على أيادي رئيس الجمهورية، وعلى المعارضين لنظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز تجاوز العقد النفسية والإعتراف بما حققه الرجل من إنجازات باقية لكل الموريتانيين.
محمد ولد سيدأحمد
