منذ أن وقعت أحداث الحادى عشر من سبتمبر 2001 وجدنا أنفسنا ـ وبغير إرادة منا ـ فى مواجهة اضطرارية مع من يريد دفعنا دفعا إلى ما يسمى بصدام الحضارات مع الغرب ومحاولة تحميل العرب والمسلمين كل كوارث الدنيا ومصائبها..
ومع أن ذلك غير صحيح ـ جملة وتفصيلا ـ وأن صدامنا مع الغرب ليس صداما حضاريا وإنما هو صدام تاريخى شأن كل الشعوب والأمم التى تصادمت مع القوى التى احتلتها واستعمرتها واستنزفت ثرواتها لسنوات طويلة إلا أننا ينبغى أن نعترف بمسئوليتنا عن عدم وضع الإسلام فى صورته الحقيقية كرسالة إنسانية ودينية هى أبعد ما تكون عن فصائل شاردة ابتدعت التطرف.
لقد غابت عنا لسنوات ضرورة إيصال رسالة واضحة وصريحة للمجتمع الدولى تؤكد أن العرب متعطشون للعدالة وليسوا متعطشين لسفك الدماء وأن بعض مظاهر العنف والتطرف التى تقوم بها قلة محدودة من وراء ظهر أغلبية كاسحة لا تعكس قصورا فى الفكر السليم والرؤية الصائبة فحسب وإنما هى تعكس إحساسا بالظلم والغبن.. وأيضا فقد غابت عنا لسنوات طويلة مسئولية تذكير العالم بأننا كنا الأسبق فى التحذير من خطر نمو ظاهرة الإرهاب!
والسبب فى ذلك أننا أعطينا الأولوية للأمن السياسى والأمن الاقتصادى وأغفلنا جانب الأمن الفكرى والثقافي- الذى لم يعد ترفا فكريا- وإنما هو ضرورة حتمية لأية أمة تبتغى صيانة مقوماتها الثقافية- وتحصينها ضد المخاطر وتسويق مضمونها الإنسانى وجوهرها الحضارى فى الساحة العالمية .
بوضوح شديد أقول: إن إعادة بناء مرتكزات الأمن الثقافى فى العالم العربى ككل ـ هى المدخل الرئيسى لإغلاق ملف الإرهاب والتطرف الذى أصبح سيفا عالميا مصلتا على رءوس العرب والمسلمين برغم أن العرب والمسلمين كانوا هم أول من تعرض لرصاصات الإرهاب.
خير الكلام:
<< مهلا بنى عمنا عن جلد ذاتكم.. سيروا رويدا كما كنتم تسيرون !