لكل أزمة بنيتان ، الأولى تتجسد حقيقة في الواقع ، وهي مانشهده بحسنا الواعي ونعاني منه بشكل مشهود .
والثانية وهي بنية الأزمة الوجدانية ، وهي في أساس الأزمة ومعينها الذي تعتاش عليه .
وبينما نكثر الحديث عن البنية الاولى تستمر البنية الثانية في تكييفنا والسيطرة على قوانا ومشاعرنا وتغتال أحلامنا .
يتحدث مثقف عن الأخلاق ( وذلك عهده بنقد البنية الثانية ) بينما يمارس نقيض مايدعو إليه بحكم ضرورات واقعية متشعبة .
إن الحديث عن المثل سلاح ذو حدين إما أن يكون مؤسسا وواعيا ومدروس النهايات والغايات ومصحوبا بحزمة أعمال .
أو أن يكون ثرثرة مسعفة نفسيا للضمير ومسكنا لبقا لخوالج عذاباته .
بينما يغتال الحديث المستكين على عتبات وأرصفة الواقع ، يغتال الوعي بزرع الاحباطات وقتل الجذوة وتقييد الفاعلية .
لهذا أقول للذين شابت عوارضهم في تسويد الطلليات وانبرت محابرهم تلوك الوقع سردا وتحليلا .
أقول لهم إرحموا هذا الجيل واستقيلوا وترجلوا عن صهوات جيادكم العجاف مثل مامضى من أحلامكم وأعماركم ، ودعونا نتحدث لنسمعكم مالم تسمعوا عن الأمل والإرادة والتجاسر على الوقع .
دعوما نتحدث عن سواعدنا بدل الجديث عن خيانات الوطن .
دعونا نتحدث عن أحلامنا بدل الاستماع إلى خيباتكم .
دعونا نتعثر دون أن نحس بالوهن ، ونتألم دون أن نموت ، وأن تبتر أطراف يأسنا المستظل بأوهامكم .
يااا جيل الإحبطات الكبرى والخيبات الكبرى والفزاعات والشماعات ..... استقيلوا من وعينا .
يا جيل التشتيت والتمزيق وبيوت العنكبوت .. استقيلوا من حياتنا .
وحين تفعلوا سيكون للمرارة طعم الحلم والتحدي .
وسيكون الواقع المظلم أكثر إشراقا بنور الآتي على أكفنا .
وأقول للذين أمسكوا عن وعيهم واستعاروا بؤس هؤلاء .
اقيلهم فإنهم لن يرحلوا إلا باحتلالكم مساحة الوعي وساحات العمل ّ
---------------
من صفحة الأستاذ محمد أفو على الفيس بوك