يحتفل السودانيون بتنفيذ اتفاق إحلال السلام، الذي تم التوصل إليه بوساطة قطرية قبل خمس سنوات، ورعت الأمم المتحدة مراحل تنفيذه، بمساهمة من الاتحاد الإفريقي. وعلى الرغم من أن الاتفاق لم يحظَ بقبول جميع حركات التمرد، فإن بعض السودانيين يصفون الاحتفالات المقررة بأنها تاريخية؛ لأنها تخلد حلول السلام في إقليم دارفور، الذي مزقته سنوات الحرب.
وأشارت وسائل إعلام محلية في السودان إلى أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني سيحضر احتفالات الأربعاء إلى جانب الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي إدريس ديبي إتنو ورئيس جمهورية إفريقيا الوسطى فوستين أرشانج تواديرا، الذي تحد بلاده إقليم دارفور.
وصرح والي شمال دارفور عبد الواحد يوسف بأن اتفاق الدوحة نجح في صنع السلام ووقف الحرب والدمار في الإقليم، الذي بات "خاليا من المتمردين والحركات المسلحة، وينعم بالسلام والتنمية بفضل الجهود القطرية".
ويذكر أن الحكومة السودانية وقعت في الدوحة في 14 يوليو/تموز2011 اتفاقية سلام مع "حركة العدل والمساواة"، بعد مفاوضات طويلة استغرقت 30 شهرا برعاية الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وقطر والجامعة العربية.
مضامين الاتفاق
واندلع النزاع المسلح في إقليم دارفور عام 2003 على أسس عرقية وقبلية بين القوات الحكومية وميليشيات "الجنجويد" من جهة، ومجموعة من الفصائل المسلحة، وأهمها: "حركة تحرير السودان" و"حركة العدل والمساواة"، من جهة أخرى.
وخلف النزاع، الذي صنفته الأمم المتحدة واحدا من أسوأ النزاعات في العالم، ألوف القتلى والمشردين، وأدى إلى وضع إنساني كارثي.
وبعد ثماني سنوات من المواجهة المسلحة، نجح الطرفان في توقيع وثيقة اتفاق سلام تعالج سبعة ملفات رئيسة، وهي: حقوق الإنسان والحريات، وتقاسم السلطة وإدارة دارفور، وتقاسم الثروة والموارد القومية، والتعويضات المادية وعودة النازحين واللاجئين، والعدالة الانتقالية، ووقف إطلاق النار بشكل دائم، والحوار والمشاورات الداخلية لتنفيذ الاتفاق.
ومنذ توقيع اتفاق السلام في دارفور، تعقد اجتماعات دورية بين الحكومة السودانية والسلطة الإقليمية لدارفور لتقييم التقدم في تنفيذ بنود الاتفاق، وتذليل الصعوبات أمام استكمال تطبيقه. وذلك بإشراف قطري أممي، وعقدت اللجان أكثر من 11 اجتماعا في الخرطوم والدوحة.
وتلتزم الحكومة القطرية إلى جانب متابعة الاتفاق بتقديم الدعم لإعادة إعمار الإقليم الذي مزقته الحرب. فقد استضافت العاصمة القطرية في شهر أبريل/ نيسان من عام 2013 مؤتمرا للمانحين لإعادة الإعمار والتنمية في دارفور بمشاركة عشرات الدول والوكالات الدولية، وجمع المؤتمر ثلاثة مليارات ونصف مليار دولار تغطي أربع سنوات ضمن استراتيجية لتنمية الإقليم تمتد لست سنوات. كما تعهدت قطر بتخصيص نصف مليار دولار كمنح ومساعدات لإعادة الإعمار في دارفور.
سيد المختار